كما توقعنا وتمنينا، حقق فريق الوحدة فوزه الأول والتاريخي في بطولة كأس العالم للأندية بعد أن عبر هيكاري بطل أوقيانوسيا بثلاثية نظيفة، ليتأهل لمواجهة البطل الكوري الجنوبي في ربع النهائي غداً. وبرغم أننا انتظرنا الفوز ولم نر بديلاً له قياساً بمستوى المنافس، الذي فرضته علينا جغرافيا البطولة، إلا أن ذلك لا يقلل من إنجاز العنابي على الإطلاق، ولذا أطلقنا على الفوز صفة التاريخي، وهذه الصفة ليست منحة من أحد، ولكن الوحدة هو الذي منحها لنفسه وجعلها واقعاً في أرض الملعب، وقدم مسوغات الاستثناء في المواجهة التي جمعته بفريق قادم من «بلد الكوارث» فنال خسارة كارثية أمام بطل الإمارات. الوحدة أمس الأول، سجل نفسه كأول فريق إماراتي يسجل في المونديال، وسجل الهدف 150 ضمن ثلاثيته التي فاز بها، كما أنه حقق أكبر فوز عربي في البطولة التي لم تغب شمس العرب عنها طوال تاريخها، متقدماً بذلك على الأهلي المصري الذي كان أعلى فوز له بهدفين، وكتب عبد الرحيم جمعة نجمنا المواطن اسمه في تاريخ البطولة كأول لاعب إماراتي يسجل فيها، وتلك كلها مسوغات تجعل من الفوز الوحداوي تاريخياً، دونما نظر إلى قوة المنافس، فهو عملياً بطل لقارة، كما أن التاريخ لا يتوقف إلا عند الأرقام والإنجازات. أيضاً لا يمكننا أن نصف الفريق القادم من غينيا الجديدة والذي لعب مع الوحدة في افتتاح البطولة بالهزيل، فبالإضافة لكونه بطل اللعبة في بلاده طوال أربع سنوات، قدم الفريق في بدايات المباراة، عرضاً جيداً، ووضح أن لاعبيه يتمتعون باللياقة والقوة، كما لا يجب أن نغفل أن «العنابي» لم يقدم كل ما لديه، وأعتقد أن الفريق، سواء كان ذلك عن عمد أم لا، قد ادخر الكثير من جهده لمواجهة الفريق الكوري الجنوبي، سيونجنام غداً، لاسيما أن البطل الآسيوي، لديه ميزة الانتظار والوقوف على مستوى المنافس على أرض الطبيعة، وسواء كان الفوز بالأداء الذي نرتضيه أو بأقل مجهود، فالمهم أنه تحقق، وتمكننا من خلاله من ترك بصمة في تاريخ البطولة العالمية التي توقفت لدينا لعامين، وكان حقاً علينا أن نترك بصمة فيها، وجاءت البصمة عن طريق هذا الجيل لأصحاب السعادة، كمكافأة للكثيرين، وحافز للبقية. وأجزم مثلما هو حال كثيرين، أن زيارة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، الرئيس الفخري لاتحاد الكرة، وحضوره مع سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، نائب رئيس نادي الوحدة، كانت من العوامل المحفزة للفريق، وألهبت حماسهم، فكان الفوز الثلاثي الذي سيسجل باسم الكرة الإماراتية بأسرها، وهو ما أكده سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم رئيس نادي الوحدة الذي ثمن هذا الدعم الكبير، وقد اختزلت فرحة سموه أمس الأول بفريقه كل الفرحة التي عمت ربوع ملعب محمد بن زايد. كل التهنئة للوحداوية، هذه الفرحة التي صدروها لجمهور الكرة الإماراتية بأسره، وكل الشكر لجماهيرنا التي زحفت بمختلف ميولها خلف ممثل الوطن، فشكلت أروع لوحات الوفاء، وموعدنا غداً أمام سيونجنام، لنرسم ذات اللوحة، وننتظر ذات الفرحة. كلمة أخيرة: هناك انتصارات لا يتوقف عندها التاريخ، وأخرى ينتظرها التاريخ mohamed.albade@admedia.ae