هناك بعض العبارات التي تتكرر في حياتنا بشكل يومي، وتثير الضحك فينا أو الشفقة أحياناً على من يطرحها أو يقولها، وأحياناً تصل إلى حد الغثيان، وتشعر أن معدتك تريد أن تخرج من مكانها، هي جمل تشعر أنها ليست من صنع أو قول أحد، تشعر أنها لا أب لها، وأن مسكنها الشارع، وأنها تأتي لمن ينادي عليها، هي غدت من «فبركات» الصحفيين والإعلاميين أصحاب القوالب مسبقة الصنع أو سد الفراغ بين السطور.
من بين هذه الجمل أو العبارات والتي ما إن أسمعها أو أتذكرها، حتى يتعكر مزاجي، وتنقلب نفسيتي ولعل الكثير منكم يشاطرني الرأي، لأنكم ستدركون بأنفسكم كم مرة سمعتموها! وكم مرة ضقتم منها أو نفرتم منها أو ضحكتم منها، لأن جوابها عادة معروف أو مدرك من قِبل كل الناس، ولا يحتاج إلى بيان أو وصف أو تحليل، من أشهر تلك العبارات المقيتة: عبارة يمكن أن تصف لي شعورك أو ممكن تخبرني عن شعورك هذه اللحظة أو يأتي بطريقة سؤال ما هو شـعورك؟ هذا السؤال الأجرب الذي لا يدلّ إلا على بلادة المذيعة أو بداية عمل لصحفي مرتجف أو إعلامية تاهت بها السبل وحظها الخـائب أتى بها إلى حقل الألغام “الإعلام” وهي المسكينة تريد أن تخلّص عملها وترد للبيت مبكراً، لأن وراءها أشغالاً كثيرة، وعليها أن تذهب إلى ”مول” للتسوق، فليس أمامها إلا سؤال ما هو شعورك؟ لاعب فائز في المباراة ما هو شعورك؟ حارس مرمى “ريال مدريد” دخلت عليه 5 أهداف يمكن أن تصف لنا شعورك هذه اللحظة؟ مدرب منتخب اليمن مودع بطولة كأس الخليج مبكراً، من فضلك ممكن تخبرنا والسادة المشاهدين عن شعورك؟
رجّال آت من الحج، ما هو شعورك؟ واحد خارج من الجمعية ليلة رمضان، وعايف عمره، ما هو شعورك؟ آخر خارج مع أولاده، ومزدحم جداً بمناسبة العودة إلى المدارس، ومشتري حقائب مدرسية لأولاده الخمسة، وزوجته متينة وميتة من الحر والرطوبة، وهناك سيارة تقف خلف سيارته، وتفاجئه المذيعة بسؤال ما هو شعورك؟ أو أريد أن تصف لي شعورك وأنت وسط عائلتك، وتتبعك زوجتك المصون، وتحمل حقائب أولادك الخمسة، وأكيد دفعت رسوم التسجيل، وأكيد فرحان طبعاً بالعودة إلى المدارس.
بعد هطول الأمطار ما هو شعورك؟ في أسبوع المرور ما هو شعورك؟ بعد رفع الإيجارات ما هو شعورك؟ بعد غلاء المعيشة ما هو شعورك؟ قبل القمة الخليجية ما هو شعورك؟ بعد إنجاز مواقف العاصمة ما هو شعورك، في العيد الوطني، ما هو شعورك كمواطن؟
فيرد المواطن بعفوية: والله بصراحة.. شعوري شعور أي مواطن حصّل على بيت شعبي!



amood8@yahoo.com