عند النقطة الفاصلة ما بين منطقتي الباهية والشهامة الجديدة، وبالتحديد قبالة محطة أدنوك يتجمهر طلاب المرحلة الإعدادية ليقطعوا الشارع السريع ذي الحارات الخمس مخاطرين بأنفسهم وحياتهم ليصلوا إلى المحطة والمحال التجارية وراء الشارع المقابل. هذا التواجد الطلابي الصباحي يشعرنا بالرعب من تعرض أحدهم لمكروه ما، ففي السنوات السابقة حصل أن توفي طلاب دهسا على هذا الشارع، وقام مديرو المدارس الموجودة على جانبي الطريق بالمطالبة بجسر مشاة معلق، ورغم الوعود التي حصدوها لم ير هذا الجسر النور لليوم. يتحرك الطلاب على هذا الشارع أفرادا وجماعات، يركضون كلما شعروا بفرصة سانحة، ويقفون في «الجزيرة» الفاصلة بين الشارعين لوقت طويل قبل أن يقطعوا الشارع المقابل، ثم يعيدون الكرة للوصول إلى المدرسة مرة أخرى في مجازفة تستمر أكثر عن نصف ساعة كل مرة ويضطرون خلالها لتحدي الموت أربع مرات. المدارس الواقعة في تلك المنطقة بذلت جهودا مضنية لتتبع الطلبة وحصر مسألة خروجهم خلال اليوم الدراسي والتأكد من وجود سيارات بانتظارهم كي لا يضطروا للمشي راجلين وقطع الشوارع. كذلك تمت توعية أولياء الأمور والطلاب بأخطار الحوادث التي قد يتعرض لها الصبية إذا ما تركوا في الشوارع، خاصة بعد وفاة عدد من الطلبة نتيجة لذلك. ومع كل هذه الجهود مازال الشبان الصغار يستغلون فترة الامتحانات لعبور الخط السريع ويغريهم في ذلك وجود المطاعم والمحال في الجهة المقابلة وعلى بعد شارعين فقط. عند البحث في إحصائيات شرطة أبوظبي والدراسات التي أجرتها، نجد أن آخر دراسة حول حوادث الأطفال رصدت الأعوام ما بين 2001 -2007 وأظهرت أن حوادث الدهس في الشوارع هي أكثر أنواع الحوادث التي يتعرض لها الأطفال ، حيث بلغ إجماليها 1112 حادثاً مقارنة بإجمالي الحوادث البالغة 7011 حادثاً، وذلك بنسبة 15.8%. وأكدت الدراسة أن النسبة الأكبر من هذه الحوادث تعرض لها أطفال ذكور، ربما لحب الفتية الأزلي للمغامرة وتحدى الصعاب، بينما أكدت دراسات أخرى لوزارة الداخلية أن المشاة تسببوا بما نسبته 80% من الحوادث التي وقعت لهم. وتحاول الدولة بكل مؤسساتها ذات العلاقة الحد من هذه الحوادث، ويحاول رجال الشرطة التواصل دائما مع طلاب المدارس في مختلف إمارات الدولة لتوعيتهم بأخطار عبور الشوارع من غير الأماكن المخصصة. ما بين الباهية والشهامة الجديدة منطقة أصبحت بحاجة ماسة لوجود دوريات شرطة صباحية لمنع مرور الطلبة خلال فترة الامتحانات، كحل مؤقت يتناسب مع هذه الفترة من العام الدراسي، ويخفف تهور الطلبة ويمنع حصول ما لا يحمد عقباه.