للناس فيما يعشقون مذاهب، ومشارب، ومواهب، والبعض يستخدم مواهبه من أجل الإطاحة بالمذاهب والمشارب وتشويه الصورة وتغيير المعالم، والتسويف والإسفاف.. بمناسبة اليوم الوطني، عيد الوطن، وفرحة الإنسان على هذه الأرض، بوطن أشرق وأنور وأسفر عن قدرات هائلة لدى الإنسان في بلادنا، إذ تفتحت الصحارى القاحلة عن جنان وأفنان، واستطاع الإنسان بملكاته الفطرية أن يفجر طاقات وإمكانيات أذهلت القريب والغريب، وصارت الإمارات معلماً وعلماً على ساريات العالم، تميز في السياسة، تفرد في الاقتصاد، وظفر في الثقافة، ونجاح باهر في صناعة نسيج اجتماعي رائع وناصع، ومبدع لا مثيل له.
كل هذا يستحق منا الفوز والاعتزاز والفرح والسرور، ولكن وللأسف بعض الناس عندما يفرحون يبطرون، وعندما يبطرون يشذون عن القاعدة ويحاولون رسم صورة مغايرة للواقع، يحاولون التشويش على الصورة الناصعة التي صنعها رجال أفذاذ، يحاولون العبث وتهشيم الزجاج المرقش والمعشق لواجهة الوطن، فشاهدنا في الشوارع أشكالاً وأصنافاً من البشر، يعزفون سيمفونية الفوضى العارمة، شاهدنا البعض يلقي بالمخلفات في الشوارع، شاهدنا حرق إطارات السيارات على الأسفلت ودخان الكربون يسد الأنفاس، شاهدنا مناظر لا تليق أبداً بهذه المناسبة العزيزة على قلب كل إنسان يعيش على هذه الأرض الطيبة، وينعم بخيراتها.
تصرفات مخزية ومؤذية للمشاعر إلى حد الاشمئزاز والتقزز، سلوكيات لا تعبر عن حب بقدر ما تنم عن عقول فارغة ومشاعر مجففة من الود والاحترام لوطن يحتفل بإنجازاته ومكتسباته، والبعض يريد أن يصنع صوراً قاتمة ومعتمة لا تعبر عن أي شيء سوى أنها تصدر عن أناس تفرغوا من معاني الأخلاق الإنسانية، وتحولوا إلى أشكال حلزونية شائكة ومعقدة، من الصعب التعامل معها أو وصفها إلا أنها خارجة عن القانون.
الذين يحتفلون بالوطن يجب أن يحبوه، والذين يحبون الوطن يجب أن يحترموا قواعده ونظمه المرورية، ويقدروا جهد الرجال الذين يمضون الليل والنهار ساهرين على راحة الناس، مداومين على منع الضرر عنهم.
الذين يحبون الوطن يجب أن يضعوا التقاليد الأخلاقية التي وضعها المجتمع نصب أعينهم فلا يزلوا ولا يخلوا ولا يتسللوا من هنا وهناك كاللصوص للتعبير عن فوضاهم بعيداً عن أعين رجال المرور وحافظي الأمن.
تصرفات مزعجة بحق، ويحق لرجال القانون أن يواجهوها بأقصى وسائل العقاب لأنها تصرفات مشينة، وتصرفات لا تصدر إلا عن أناس يستحقون العقاب.



marafea@emi.ae