هل بات جوليان أسانج الأسترالي مؤسس موقع ويكيليكس الإلكتروني الشهير، أسامة بن لادن جديداً أو غداً النسخة الإلكترونية للإرهاب، أسامة ما زال يعيش في كهوف من الجبال تحميه تروس بشرية لم تقدر الأجهزة الراصدة ولا قوات السبر ولا التحالف الدولي على القبض عليه، وكأنهم يريدون أن يؤكدوا الأسطورة وسحرها عند الناس البسطاء والجهلاء، في حين احتفظت ذاكرة العالم بصورته التقليدية، رجل خمسيني ضعيف البنية بلباس مدني وجاكيت عسكري، وعمامة لها ذؤابة وبجانبه رشاش، أما اسانج فشاب وجهه لا يختلف عن وجه أي موظف في شركة تدقيق حسابات، في نهاية الثلاثين، يسكن في شقة عصرية صغيرة بين بريطانيا وأستراليا وأوروبا يتنقل إلكترونياً، يخاطب العالم عبر وسائل تقنية متطورة لا يستطيعون عليه حظراً كما يفعلون بابن لادن الذي ما زال يعتمد على الشرائط التلفزيونية المصورة أو المذاعة.
هل سيضيع دم جوليان بين القبائل؟ فلأول مرة تظهر نبرة صوت فيها من العنف والتحريض ضد مواطن غير منتم للعالم الثالث، وتجري فيه دماء زرقاء، حين تعرض للتهديد بالتصفية الجسدية، والملاحقة القضائية في عدة قضايا، والحصار المالي وتجفيف موارده التمويلية، فقد أعلن مساعد سابق لرئيس الوزراء الكندي:”أنه يجب اغتيال مؤسس ويكيليكس” واتهمه سياسيون في أميركا بـ”الإرهاب والخيانة” وطالب السفير الأميركي لدى سويسرا الحكومة السويسرية بأن”لا تمنحه حق اللجوء السياسي”.? كما يواجه ملاحقات قضائية شخصية وعامة، فهو مطلوب القبض عليه في السويد - بلد الحرية الجنسية- لاستجوابه في اتهامات تتعلق بالاغتصاب أقامتها ضده امرأتان، ودعوات بانتهاك أسرار حكومية ونشرها للعلن مما يعرض مصالح بلدان كثيرة، ويؤدي لقيام نزاعات أو توترات بينها.
وكان موقع “ويكيليكس” قد تلقى صدمة مالية تهدد مستقبله، عندما أعلن موقع “بايبال” لتحويل الأموال على الإنترنت عن إغلاق حساب الموقع، في حين أعلنت سويسرا أنها تفكر في إغلاق حساب الموقع في مصرف”بوستفينانس” حيث تقول سويسرا - بلد الحريات المصرفية- إنه يتعين على اسانج أن يثبت أن لديه تصريح إقامة سويسرياً ساري المفعول، أو لديه ممتلكات أو معاملات تجارية في سويسرا.
وناشد موقع “ويكيليكس” زواره بإرسال تبرعاتهم لحسابه في المصرف السويسري تحت اسم “ صندوق الدفاع عن جوليان أسانج” أو على حسابين آخرين في ألمانيا وأيسلندا.
إذاً ليس أمام المغامر الأسترالي إلا أن يصبح رجل إعلام وأعمال عالمياً، أو يذهب باتجاه الجنون تلك الطريق التي يزرعها الكثيرون له بالورود أو يذهب بالمغامرة إلى أقصاها، ويُعلن عنه “العدو الإلكتروني الأول المطلوب”، ويلقى القبض عليه مثل الجنرال نورييغا أو يتم اصطياده ويقتاد إلى زنزانة مفردة ببدلة برتقالية في غوانتانامو بتهمة الإرهاب الإليكتروني الدولي. ????


amood8@yahoo.com