كم فقير كشرت له الدنيا عن أنيابها، وكم أرملة ضاقت بها الحياة، ويتيم تقطعت به السبل، وطاعن في السن ممن لا يجدون ما يفطرون به...؟ وعندما يأتيهم الخير عبر مشاريع إفطار الصائمين التي تنتشر في كافة أرجاء الدولة تعود لهم الفرحة ويرفعون أكفهم إلى السماء بالدعاء لأولئك المحسنين. ما أجمل تلك المشاهد التي تعودنا أن نلحظها فور قدوم شهر رمضان المبارك، تلك التي تجسد مشاهد البر والإحسان والعطف على الفقراء والمساكين، وتعكس التعاطف والأخوة والمحبة والرحمة والبذل بين أبناء المجتمع. خيام أعدت قبل قدوم الشهر لاستقبال الصائمين لعلم أولئك المحسنين بأن تقديم الإفطار للصائمين فيه أجر عظيم، وثواب جزيل، فيشعر الفقير بالمواساة والرحمة من إخوانه المسلمين، الذين يحققون جانبًا من جوانب التكافل الاجتماعي... إنها صور رائعة تعكس عظمة الدين الإسلامي، حينما تراهم في المساجد مجتمعين لتناول طعام الإفطار، فيأكل مثل ما يأكل غيره، ويشرب مثل ما يشربون، فكأنهم سواء في تراحمهم. فمن فطر صائماً نال من الأجر مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس غريباً أن يكون هذا حال أهل الصدق مع الله سبحانه وتعالى وأهل التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان عليه الصلاة والسلام- أجود الناس، وكان جوده يتضاعف في رمضان، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة) هنيئاً لأناس أودع الله في قلوبهم حب الخير، فوجدوا سعادة قلوبهم وراحتها في إدخال السرور على فقراء المسلمين، ورسم البسمة في وجوه أطفالهم، ولأنهم يدركون عظمة هذا الشهر وعظمة أجر المتصدق فيه، ويدركون مدى حاجة إخوانهم الفقراء إلى أيدي الخير التي تمتد بالعطاء كمشاريع إفطار الصائم الرمضانية، سواء ما كان منها على شكل إفطار جماعي في المسجد، أو كان وجبات توزع على البيوت، أو مواد غذائية توزع على الأسر المحتاجة... دام العطاء و كل عام وانتم بخير. jameelrafee@admedia.ae