من أبوظبي انطلقت مسيرة مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو 1981، وسط ظروف وتحديات إقليمية عاصفة في تلك الفترة، وها نحن اليوم ومن العاصمة أبوظبي نشهد مجددا انعقاد قمة التعاون في ظروف ليست بأقل ولا بأسهل من تلك الظروف التي شهدت سنوات التأسيس، وعليه فإن ما أكده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، يصب في ذات الفلسفة التي آمن بها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من أن مجلس التعاون هو أولا وأخيرا مظلة حماية وطريق وحدة ونهج تكامل على طول الخط.
هذا التأكيد الذي جاء في كلمة صاحب السمو رئيس الدولة عشية انعقاد القمة جاء ليؤكد لأبناء التعاون كلهم بأن تحقيق الترابط والتكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون هدف استراتيجي وضرورة أمن، وبتفاؤل كبير حمل سموه القمة الحالية آمالا كبيرة لدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك وتحقيق أحلام وتطلعات شعوب المنطقة التي تحلم بالأمن والرفاه الاقتصادي والاستقرار الذي يبعد عن الجميع شبح القلاقل والفتن، دون أن ننسى أن المواطنة الكاملة بكل تجليات الحقوق والواجبات هي واحدة من أكثر تطلعات أبناء المنطقة إلحاحاً وضرورة.
نعم تنعقد القمة ويحضر الجميع، وتدور في الاجتماعات المفتوحة والمغلقة أحاديث ومشاورات، لكن ما يهمنا كمواطنين هو العمل على إعادة الهدوء وإبعاد شبح القلاقل والفتن وخاصة الفتن الطائفية والمذهبية والتي لا تمت بصلة الى طبائع وسمات أهل الخليج بقدر ما تشكل ثقافة هجينة ودخيلة لابد من العمل على التصدي لها وتجفيف منابعها حفظا لأمن الجميع.
تحتاج دول مجلس التعاون الى تحرك داخلي بين وحداتها الإقليمية من أجل ترسيخ مبدأ الدفاع المشترك عند حدوث أي طارئ سياسي، ذلك أن أهل مكة أدرى بشعابها، وأهل الخليج العربي قيادة وشعبا يرتبطون معا بروابط نسب مشترك، وعلاقات قربى وثقافة ومصير واحد، وعليه فان من بين طموحات أبناء الخليج أن يصير من واجبات المجلس أن يتدخل عند حدوث أي حدث رغبة في ابعاد الخليج عن أي تدخلات خارجية قد تقوده الى ارتهانات أكثر تعقيداً، نحن بإرادتنا السياسية وبروابطنا وحكمة قادتنا نتطلع الى أمان حقيقي بعيد عن كل هذا الغليان السياسي في العديد من العواصم العربية.
لدينا تطلعات بازدهار التعليم أكثر، وبدور أكبر للمواطن سواء أكان رجلا أو امرأة فكلاهما يحملان الهم نفسه والطموحات ذاتها، كما ننظر وبتفاؤل كبير لواقع اقتصادي أفضل بين دولنا الخليجية، وبحركة سفر وتنقل اكثر سلاسة وأقل تعقيدا، وبأن يتم البدء في خطة مشروع السكك الحديدية العابرة للخليج كي لا نفتقد كثيرا تلك السلاسة التي نتمتع بها ونحن نطوف دول أوروبا بقطار واحد وبتذكرة واحدة بدون اية عراقيل تذكر سوى ذلك المفتش الذي يطلب جواز السفر لينظر فيه بهدوء ثم يعيده اليك مرفقا بكلمة شكرا ؟


ayya-222@hotmail.com