اتصل بي مراسل إذاعة عالمية للتعليق على مظاهر الفرح العارم التي غمرت أرجاء الإمارات وأبناءها والمقيمين على أرضها. لم يستوعب الرجل دلالات ومعاني هذا التعبير العفوي لما يشعر به أبناء الإمارات من شكر وامتنان وتقدير لقيادتهم الرشيدة وما قدمته لهم عبر مسيرة الحب والخير والرخاء على امتداد الـ39عاماً الماضية، والمؤشرات التي تحمل في طيّاتها الخير العميم والوفير في قادم الأيام ومستقبل العصر.
لقد كانت كل زاوية من زوايا وطن الثاني من ديسمبر تعيش حالة من التعبير العفوي الصادق بالفرح، وهي تحتفي باليوم الذي صنعت خيوط فجره إرادة الآباء المؤسسين لإمارات الخير والمحبة، ومضت سفينة الاتحاد بقيادة خليفة الخير لتصبح معها الإمارات إحدى أفضل بقاع العالم للعيش والعمل، ومواطنوها من أفضل شعوب الأرض -ولله الحمد والمنة – مستوى معيشياً.
لقد كانت مظاهر التعبير العفوي بالاحتفاء بالمناسبة، والتي تجسد كذلك مقدار التلاحم والالتفاف الشعبي حول القيادة، تظهر وتتجسد في كل مكان، بدءاً من أولئك الشباب الذين تفننوا في ابتكار مبادرات التعبير عن حب الوطن وقائد المسيرة، ومروراً بالفتيات الصغيرات والموظفات اللاتي أقمن على نفقتهن الخاصة زوايا في أماكن العمل تضم مظاهر ارتباط إنسان الإمارات ببيئته وتراثه الأصيل، لتعريف زملاء العمل من الجاليات الأخرى بأصالة وغنى هذا التراث. بل قمن بتوزيع هدايا تراثية لإظهار مقدار اعتزاز أبناء الإمارات وفخرهم بالمنجزات والمكتسبات التي تحققت لهم في وطن الخير والمحبة. كما كانت مختلف الجهات الرسمية في حال سباق مع الذات لإبراز الاحتفاء باليوم الوطني للإمارات، وهي توزع الإعلام والشالات وصور قائد الوطن والأسطوانات المدمجة التي تحتوي العديد من الأغاني الوطنية بهذه المناسبة الخالدة. ومن بين كل هذه المواد التي وزعت بالمناسبة، استوقفتني علبة وزعتها شركة أبوظبي للخدمات الصحية( صحة) على الجمهور بمناسبة اليوم الوطني احتوت على حبة تفاح أخضر وجهازين صغيرين للغاية أحدهما لقياس الدهون في الجسم، والآخر لقياس عدد خطوات المشي التي يفترض أن يقوم بها كل إنسان في حركته اليومية، وذلك تجسيداً للشعار الذي أطلقته بمناسبة اليوم الوطني” نحيا بصحة لنحيا للوطن”. وهو شعار يضع كل إنسان أمام مسؤولياته في الحفاظ على صحته لأجل أن يخدم وطنه، ويرد جزءاً من الدين الكبير الذي يطوق أعناقنا تجاه وطن ينبض حباً وتفاعلاً. والذي يرد بالإخلاص والمزيد من العمل الذي أكد عليه قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في كلمته السامية بمناسبة اليوم الوطني . وسموه يشدد على تقديس العمل بعد أن آتى غرس الآباء المؤسسين أُكله . وأهمية تكريس قيم الاتحاد باعتبارها “هادياً ونبراساً لكل الأجيال ومشروعاً لنهضة وطنية مستدامة”. إن ما جرى من فرح كان تعبيراً عفوياً صادقاً عما يجيش في القلوب من فخر واعتزاز بالوطن.
ووسط مظاهر الفرح وبهجة الألوان في أسعد الأيام، نسأل الله أن يديم على إماراتنا المحبة والخير والتقدم والازدهار والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد بقيادة خليفة الخير وإخوانه.


ali.alamodi@admedia.ae