حتى لا يزعل الأشقاء والشقيقات من الصومال العزيز سنضرب المثل بالمريخ، لأقول إن على الفتيات الراغبات في الزواج لحل مشاكل العنوسة في الخليج الذهاب إلى المريخ والبحث عن أزواج فضائيين من هناك، فالعمود الذي كتبته بعنوان “زوج من الصومال” وعرضت فيه قضية الفتاة الخليجية التي رفعت دعوى عضل ضد والدها في محاكم دبي، منتقداً سلوكها المشين ضد والدها، قد أثار حفيظة الأشقاء في الصومال الشقيق، وقد وصلتني الكثير من الرسائل والإلكترونية والردود على الموقع الإلكتروني للصحيفة منتقدة، معترضة، رافضة ما سمّته ووصفته بالسخرية من الرجل الصومالي، وتعييره بالفقر، وهو ما لم أقصده بتاتاً، ولم أفكر فيه مطلقاً، وإن فهمه البعض فبالتأكيد ذلك نتيجة سوء فهم، لأنني لم أقصد الإساءة للشعب الصومالي أبداً، فهم أشقاؤنا الذين يحتاجون منا كل الدعم والمساندة لتجاوز محنتهم ومشكلة الجفاف التي ضربت بالقرن الأفريقي، وتكاد تفتك بالشعب الشقيق، ونحن بالإمارات دائماً وأبداً مع هذه الشعب المغلوب على أمره الذي عصفت به الحروب، فمزقته وأنهكته الصراعات بالتناحر بين أطيافه وقبائله، إلى أن فقد قواه، وضاعت ملامحه، وبات الصومال الشقيق مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالحروب الأهلية والمجاعات والصراعات، والقرصنة التي عكرت هدوء وصفو المياه الدولية في بحر العرب والمحيط الهندي.
ويسجل التاريخ أننا في الإمارات فتحنا قلوبنا لأشقائنا في الصومال، وكنا في مقدمة المسارعين إلى مد يد العون والمساعدة لهم، وتفاعلت القيادة مع محنتهم فكانت توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بتقديم مساعدات عاجلة للصومال لتجاوز محنته، ويوم أمس كانت توجيهات الشيخ سلطان بن محمد القاسمي بتنظيم حملة إغاثية للمتضررين والمنكوبين في الصومال والقرن الأفريقي، بسبب الجفاف والنقص الغذائي الذي يهدد أرواح الملايين من البشر، وما تبرع سموه بمبلغ عشرة ملايين درهم لدعم الحملة، إلا دليل عملي على مكانة الصومال في قلوبنا وحرصنا الدائم، قيادةً وشعباً على نصرة ومساندة الأشقاء هناك، ولهم منا صادق الدعاء بأن يفرّج الله كربتهم ويزيح عنهم الهمّ والغمّ ويدفع البلاء، ويعيد لوطنهم الأمن والأمان، ويسقيهم من الغيث سحّه وطبَقه.
أما الجزء الآخر من الرسائل فاستنكر ما ذهبت إليه، ومنهم من اتهمني بالرجعية والتشدد، وأنني أتحدث بلغة رجل في التسعين، فلا ضير في ذلك، لأنني أكنّ كل احترام وتقدير لكل الآراء، المؤيدة، أو المعارضة لرأيي، ولننطلق جميعاً من نقطة مفصلية وهي أننا في الخليج وبحكم عاداتنا وأخلاقنا نرفض جرجرة أهلينا إلى المحاكم، خاصة إذا كان بسبب زوج أجنبي، أما أن يقف الأب ضد مصلحة أبنائه، فهذا أمر مردود عليه، ثم لماذا لم تطلب المعيدة من القاضي تزويجها من الشاب الأجنبي بدلاً من رفع دعوى عضل ضد والدها؟!
وللجميع أقول إن موقف المعيدة نفسه وغيابها عن جلسة المحاكمة دليل على أنها أحست بالخطأ ولم تشأ الاستمرار فيه.


m.eisa@alittihad.ae