عندما وقف السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم على منصة العالم وعلى مرأى من الجميع ممن أبهرتهم بالأمس طريقة عرض الملف وها هم يتابعون الموقف بشغف وينتظرون لحظة فتح المغلف وسرعان ما تم الإعلان عن اسم مكون من خمسة أحرف.
هي لحظة ولكن توقف فيها الدهر وفي ثوان انتشر الخبر فانبعثت في النفوس مشاعر السرور والفخر وكانت إذاعة السر، لم يعد سراً ولم يكن حلماً، قالها جوزيف بلاتر على مرأى مليارات من البشر كأس العالم 2022 ستقام في قطر.
وأخيراً تحقق الحلم وأصبح حقيقة ولم يذهب العمل الذي بذله أعضاء لجنة الملف سدى، وكانت دموع الفرحة أصدق تعبير عن مشاعر القطريين ولم تكن التهاني والتبريكات التي تلقتها القيادة القطرية من زعماء الدول العربية سوى دليل فعلي على أن النصر لم يكن لقطر وحسب بل هو لكل العرب.
منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها القطريون رغبتهم الحقيقية في استضافة كأس العالم كانت هناك مشاعر متباينة، فبينما سخر اولئك الذين يعتبرون أنفسهم دول العالم الأول من مجرد الفكرة وحاولوا مصادرة حق القطريين في الحلم، وفي نفس الوقت كان هناك أناس قد شرعوا في التنفيذ وبدأوا مسلسلاً طويلاً من العمل والسهر وجابوا العالم بطوله وعرضه في سكة سفر، فكانت الخيبة نصيب من سخر والفخر والمجد لقطر. لم يكن الفوز القطري بشرف استضافة كأس العالم 2022 بالحظ أو الصدفة ولكنه كان ساحقاً وعلى دول كبرى فقد تمكن الملف القطري من التغلب على دولة أو قارة وهي أستراليا في الجولة الأولى كما تفوق على اليابان في الثانية ومن ثم أقصى كوريا الجنوبية في الثالثة قبل أن ينفرد بالولايات المتحدة الأميركية سيدة العالم ومن خلفها اوباما وأقصاها بالضربة القاضية، وفي الجولات الأربع كانت قطر تتفوق بفارق الضعف على منافسها الأقرب.
قطر هي المستقبل الذي يرى بعينيه ويبصر فتكون له نظرة واسعة الأفق بعيدة النظر، وعندما نشاهد مجسمات المشاريع التي تم إعدادها للفوز بشرف هذه الاستضافة فلاشك أننا سنكون على موعد مع حدث استثنائي مبهر، قد يصعب على الجميع إلا على قطر.
أخيراً:
فوز قطر بشرف استضافة كأس العالم 2022 هو فوز للخليج ولكل العرب، حتى نحن في الإمارات نسينا خسارة المنتخب وهان علينا اللقب، ولما جاءنا البشير بالخبر شعرنا بالفخر وأحسسنا بطعم النصر، والسبب في منتهى اليسر أن فقطر هي الإمارات والإمارات هي قطر. 

ralzaabi@hotmail.com