عندما وضعت جمعية أصدقاء البيئة شعار “بيئتي مسؤوليتي” لا بد أنه كان وراء الشعار قرار، وفي كنف القرار استشعار، وفي ثنايا الاستشعار إقرار بأهمية ما لدى الإنسان من طاقة هائلة في تحسين ظروفه البيئية، ومواجهة أضرار الطبيعة بوعي وإحساس بالمسؤولية، وتصميم على سر حاجز اللامبالاة، وإصرار على صناعة بيئة نظيفة شفيفة عفيفة، نقية من شوائب ما تخلفه الطبيعة، وعبث أيدي بني البشر، لذلك جاءت النشاطات، والبرامج التثقيفية التي سنتها الجمعية مواكبة لقدرات الإنسان، ومتوازية مع حاجته لأن يهنأ في مكان، لا يغثه فيه غث، ولا يعكر صفو حياته فيه رث، والإمارات بلد زخرف جلبابه بناصع القيم، ورائع الشيم، بل هو إبداع إماراتي بامتياز لا ينازعنا عليه أحد، لأن التفرد من رؤية القيادة، والتميز من تلك النظرة الثاقبة التي بدأها المؤسسون، ثم سار من بعدهم عليها نسل الخير والفضل.. أجل البيئة مسؤولية جماعية واجتماعية، وإذا كانت اليد الواحدة لا تصفق، فإن اجتماع الأيدي يزرع هديراً وغديراً، وماء رقراقاً تهنأ به الأرض، ويسعد الناس الذين يمشون على أديمها.
البيئة التي نحن نعيش على ترابها وتحت سمائها، هي بيئتنا، وهي مسؤوليتنا، وهي واجبنا المقدس، الذي يجب أن نؤديه بكل إجادة وريادة، ويأتي دور جمعية أصدقاء البيئة هو النسق الاجتماعي الذي يجب أن يرتاده الجميع وأن يسيروا على منواله وتحت مظلة هذه الجمعية الرائدة في صناعة النجاح الإنساني، وانتصار البشر على نزعات التخلي عن الحقيقة. جهود تستحق التقدير والاحترام والإجلال تبذلها جمعية أصدقاء البيئة لما لهذه الجمعية من دور في تكريس ثقافة النظافة للجميع، والمسؤولية تقع على عاتق كل إنسان يشاركنا الأرض والسماء، اليابس والماء.
جمعية أصدقاء البيئة فعل من أفعال الحضارة، ودور من أدوار العمل الإنساني، لا تسلكه إلا شعوب عرفت قيمة المكان، فلوَّنته بألوان الفرح، وعرفت معنى الزمان، فزخرفته بخرز البهاء والنماء والإثمار والإعمار والازدهار. بلادنا التي للإنسان كل ما يشتهيه، ويتمناه، تستحق مثل هذا الدور، وتستحق مثل هذه الجمعية وتستحق هذا التعاون على بر الوطن، وإعطائه حقه في تحمل مسؤولية حمايته ورعايته والعناية به من كل ما يسيء ويشوه ويعرقل مسيرة التقدم، ويقف عقبة أمام إبراز الدور الحضاري الذي تقدمه بلادنا للعالم، والذي أصبح الدور المشع بقصيدة الناس من أقاصي الدنيا، ليروا بأعينهم ماذا قدمته يد الصحراوي الجليل ابن التراب الأشهب، الإنسان الإماراتي البار، والمتفاني من أجل رفعة الشأن، وتحقيق الأمن والطمأنينة.


marafea@emi.ae