شارك حكمنا الدولي فريد علي في إدارة مباريات خليجي 20 ولا أعتبر أن كلمة “شارك” تليق بظهور فريد في البطولة ولكن دعوني أبحث عن كلمة أخرى وتعبير أصلح علني أفيه حقه، فلنقل أنه أبدع وتألق وكان خير سفير للتحكيم الإماراتي وشهادة نجاح جديدة تضاف لرجال هذا السلك الذي يتلقى الإشادة في الخارج ولا يحظى بقبول كبير في الداخل، وهو تناقض صارخ لا أجد له مبرراً إلا إذا كان السبب هو أن مزمار الحي لا يطرب. أدار فريد مباراتين غاية في الأهمية، فظهر في المباراة الافتتاحية بين اليمن والسعودية ورغم خسارة أصحاب الأرض واحتسابه ضربة جزاء لمصلحة المنتخب السعودي فلم تكن هناك أخطاء يمكن أن تسجل عليه ونحن الذين اعتدنا أن يكون الحكم هو الشماعة التي يعلق عليها اللاعبون والمدربون ومن قبلهم الإداريون أسباب الهزيمة ليبرئوا ذمتهم ويخلو مسؤوليتهم منها. ثم عاد ليدير واحدة من أكثر المباريات صعوبة بين السعودية وقطر وهي التي كانت مصيرية ومنها تأهل الأخضر السعودي إلى المربع الذهبي وخرج العنابي القطري خالي الوفاض، وعلى الرغم من حساسية المباراة والتي تعتبر إدارتها أشبه بالسير على الأشواك، فقد نجح فريد في الخروج بالمباراة خالية من الأخطاء وحفظ للتحكيم الإماراتي مكانته المميزة فلم يتلق كلمة نقد واحدة من أي مسؤول أو لاعب أو مدرب في الفريقين، بل حصل بشهادة رئيس لجنة الحكام على درجة عالية تؤكد نجاحه في الخروج بالمباراة إلى بر الأمان. تلقى حكمنا المميز سيلاً من الإشادة في بطولة اتفق المراقبون فيها على أن التحكيم كان نقطة سلبية وتعرض العديد من الفرق لأكثر من خطأ تحكيمي من قبل معظم الحكام باستثناء فريد خريج قاعدة التحكيم الإماراتية والتي لطالما كان لها حضور في أكثر من مناسبة كبرى ولا تلقى سوى الإشادة المرة تلو الأخرى. غادر فريد البطولة ولم يكن لذنب أذنبه أو لخطأ ارتكبه، ولكن بسبب تأهل منتخب الإمارات إلى الدور نصف النهائي وبقرار من اللوائح ورغم المحاولات الحثيثة لاستبقائه من أجل إدارة المباراة النهائية في حال خرج منتخب الإمارات لا قدر الله، بعد أن أثبت أنه حكمها الأول ومرشحها المفضل. أخيراً ليتألق فريد وزملاؤه الحكام في الخارج وليعكسوا صورة طيبة عن مستوى الحكم الإماراتي وليتلقوا الإشادة من كل صوب وحدب ولكن في الداخل سينتظرهم الجميع بتوتر وحساسية وغضب وهذا طبيعي طالما أن زامر الحي لا يطرب. ralzaabi@hotmail.com