أيهما أقوى..كأس الخليج أم القائمون على كأس الخليج؟ لم تكن تلك هي المرة الوحيدة التي يتبادر إلى ذهني سؤال من هذا النوع «الثقيل»، والحرج، لأننا تتنازعنا دائماً حالات عدة في لحظات «القرار»، فليست كل قراراتنا خرجت من بوابة المنطق أو العقل، بل إن الكثير منها يأتي من الصدر.. حيث القلب والمشاعر، وقد يكونان وحدهما مبررين كافيين لقرار كبير. أمس الأول رفعت لجنة أمناء سر الاتحادات الخليجية توصياتها إلى الرؤساء، وفيها الكثير من القرارات التي تنتصر للبطولة وتاريخها، لا سيما التوصية الخاصة بتشكيل اتحاد خليجي للبطولة والآخر الخاص بتثبيت الموعد، أما بقية القرارات فقد شهدت جدلاً وصخباً وشداً وجذباً بين مؤيد ومعارض، وبالذات التوصية الخاصة بتنظيم «خليجي 21» بعد أن دخلت البحرين منافساً لاستضافتها، وقد ناقش أمناء السر هذا الملف باستفاضة، وهل تكون في البصرة بعد تأكيدات العراق على إتمام ما طلب رؤساء الاتحادات الخليجية في اجتماع سابق ناقش بعض أوجه القصور في الملف العراقي، أم تتحول دفتها إلى المنامة. وعند هذه النقطة بالذات نتوقف، فكلنا يعلم أن سخونة والتهاب الملف العراقي ليس أبداً في استكمال منشآت، بل إن البحرين نفسها التي كانت تطرح كبديل سواء في خليجي 20 أو التي تترشح الآن لخليجي 21 لديها ندرة في المنشآت، وإنما القضية تبقى في الوضع الملتهب بالبلد الشقيق الذي أثقلته الجراح، وباتت أنباء الاضطرابات القادمة من ربوعه تتصدر واجهات الصحف وعناوين الأخبار، وحتى أبنائه يبيتون ويصحون على أصوات القنابل والمفخخات. وبعيداً عن تفاصيل الصراعات الدائرة هناك، فالحالة في العراق تجعل من اتخاذ قرار إسناد تنظيم البطولة إليها من الآن أمراً يحتاج إلى تفكير عميق، وإلى بعد عن المشاعر، ولن يكون ذلك فقط من أجل البطولة والمنتخبات المشاركة فيها وإنما أيضاً من أجل العراق الذي لديه حالياً ما يكفيه، وليس على استعداد لاستضافة منتخبات الخليج ليجدهم على خط النار. قد يقول قائل، ولكن نفس الهواجس كانت في اليمن، وها هي البطولة تنجح وتساهم في إنعاش اليمن، وأقول له إن الأمر مختلف، والفارق واضح بين الحالتين، فالصراع في اليمن محدود ومعلوم المصدر والمكان، ولكنه ليس كذلك في بلدنا العزيز والشقيق العراق، وهذا بالطبع لا يغير شيئاً من محبتنا للعراق وحزننا على ما يحدث فيه وأملنا أن يعود كما كان من قبل. ربما يعود ذات القائل ويقول: حتى تأتي البطولة ربما يتغير الحال؟، وأقول له: ولماذا نكون رهناً لـ«ربما»، وهل انقضت الدنيا وانتهى الزمن، فليكن للبصرة متسع في قادم السنين، ولكننا نريده متسعاً نحتفل فيه بالعراق ويحتفل معنا دونما خوف أو رهبة. أعتقد أن رؤساء الاتحادات الخليجية سيضعون كل ذلك في اعتبارهم، وهم يبحثون القرار في اجتماعهم المرتقب بعد غد، وأياً كان القرار، فليعلموا أننا لسنا في حاجة بعده إلى مد وجزر، وإذا ما قرروا فليكن القرار حتى النهاية. كلمة أخيرة اليوم وفي حوار على صفحات «الاتحاد» قال الحكم العراقي صباح الساعدي إنهم يضحون بأرواحهم في المباريات من أجل إسعاد الشعب وإن المباريات تقام تحت أزيز الطائرات والملاعب ما زالت في التأهيل، والكثير من مبررات المراجعة. mohamed.albade@admedia.ae