تتوالى الأفراح بانجازات دولتنا، تستمر المسيرة المباركة محفوفة بحب شعبها الذي تباهى بهجة بها، لم تكن فرحة اليوم الوطني مجرد زينة وأعلام، بل كانت فخر من الجميع بأنهم على أرض معطاءة تهبهم الحياة الآمنة. قالت زميلتي العربية: «لأول مرة أشعر بمعنى اليوم الوطني، فنحن في بلداننا لا نحتفل كثيرا بذكرى الاستقلال، لأننا لم نعش إنجازات تستحق الاحتفال». كانت زميلتي مبتهجة تضع وشاحا بألوان علم الإمارات وتبارك للجميع مواطنين ووافدين، ولم تكن وحدها فقد كان أكثر الزملاء يشارك بالفرحة ويرفعون الأعلام ويباركون باليوم الوطني. هذه اللحظات الجميلة تشعر كل إماراتي بالاعتزاز وكيف لا..؟ والعالم يشهد لها بالتميز والتفرد في كل شيء، جمعت كل مقومات الحياة الكريمة والعصرية وذللت الصعاب ومهدت السبل لتكون المكان الأمثل للحياة. على مدى سنوات عمرها التسع والثلاثين، فتحت الإمارات ذراعيها للجميع، بكرم أهلها الأصيل كانت مضيافة للعرب والأجانب مهما تعددت جنسياتهم وأعراقهم، تميزت بأنها تحتضن جنسيات أكثر من الدول المنضمة للأمم المتحدة، تتعايش جميعها بسلام وأمن وتناغم، وأكثر أفرادها يشاركون أهل الامارات بهجتهم بيومهم الوطني ويدركون معنى الانتماء لوطن ينادونه كثيرا بالوطن الثاني. بالأمس حين كان كورنيش أبوظبي يزدهي بالشباب الإماراتيين الذين توافدوا من مختلف الإمارات السبع للاحتفال بيومهم الوطني، كان الكثير من العرب والمقيمين الأجانب يشاركون معهم الفرحة، أعلام كثيرة ارتفعت على سياراتهم وخرج معظمهم يرتدي الزي الإماراتي، وتوشحوا بالأعلام. الحب الذي أظهرته الجاليات على اختلافها للأرض التي يعيشون فيها، يعزز معنى الهوية والانتماء، فأنت تنتمي لحيث تعيش، حين تهتم لأمر الأرض والشعب والإنجاز، حين تعتني على مكتسبات المكان، حين تساهم في أفراحه وتقف للحفاظ عليه. الهوية الوطنية التي تجمعنا على الأرض الطيبة تجعل واجباتنا تجاه الإمارات واحدة. إخواننا الذين شاركونا فرحتنا في يومنا الوطني أضافوا إلى سعادتنا الكثير، أشعرونا أنهم يحبوننا بصدق، ويشكرون قيادتنا التي سهرت على أمنهم وسلامتهم وتكفلت لهم بالحياة الكريمة المطمئنة، ويقدرون ما قدمته لهم إماراتنا من فرص وظيفية وحياتية مختلفة. وجودهم بالأمس معنا جعل بهجتنا أكبر لأنهم عكسوا معنى اهتمام قيادتنا بأفراد المجتمع جميعا، كما أنهم تكاملوا معنا في فرحتنا التي ننتظرها عاما كاملا.