تطل علينا اليوم ذكرى غالية على القلوب، تهز الوجدان وتثير الأفئدة والمهج والمقل، ذكرى مرور 39 عاما لقيام الصرح الشامخ دوما لإمارات الخير والمحبة، في مثل هذا اليوم من العام 1971، على يد رجال قلما يجود الزمان بأمثالهم، تقدمهم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخوه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراهما، وبقية إخوانهما من القادة المؤسسين تغمدهم الله بواسع رحمته. وهم يدركون منذ بواكير الأيام أن لا صلاح أو فلاح لهذه الأرض وأهلها إلا بالوحدة والاتحاد، وأن الطريق واحد والمصير واحد. لتنطلق الإمارات في درب واضح المعالم نير الملامح بنهج رسمه القائد المؤسس زايد لبناء دولة عصرية أهم عنصر فيها هو إنسان هذا الوطن عماد صرح كبير عظيم يكون خيره لأهله ويمتد ليكون عونا للشقيق والصديق.
ولقد كانت الحكمة والرؤية الثاقبة والبصيرة الصادقة منهاجا ميز أداء قيادة الإمارات، في مختلف المراحل والمحطات المفصلية التي مرت بها مسيرة الدولة وسط مصاعب وتحديات إقليمية ودولية جمة.
إن ما تحقق للإنسان في وطن الإنجازات، يضعنا دوما في موقف استذكار دروس هذه المسيرة العظيمة التي انطلقت في مثل هذا اليوم منذ 39 عاما خلت، وكيف كنا وما وصلنا إليه من خير ورخاء وتقدم وأمن واستقرار ووحدة بفضل من الله وحكمة قادتنا الذين كان الإنسان دوما محور أهتمامهم؟. وهي إنجازات ومراحل مهمة في تاريخ هذا الوطن، لا يستوعب أبعادها ومضامينها إلا الذين عاشوا وعايشوا معاناة جدب مرحلة ما قبل قيام الدولة، وتعزيز أركان الصرح الاتحادي الذي أتى أوكله على خير ما يكون العطاء والقطاف.
واليوم ونحن نعيش نتاج الخير المتصل لمرحلة التمكين في العهد الميمون والزاهي لقائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وهو خير خلف لخير سلف نلمس مقدار الاعتناء بتوفير أقصى مستويات العيش الكريم والرفاهية للإنسان في وطن الإنجازات وتعزير اللحمة الوطنية التي تربط أبناء الوطن الواحد، وذلك من خلال العديد من المبادرات والبرامج التي تمحورت حول المواطن وتعزيز مشاركته في شتى مناحي العمل الوطني العام.
إن اليوم الوطني إلى جانب كونه مناسبة لاستذكار العبر و تضحيات جيل الرواد المؤسسين، إلا أنه فرصة كذلك للتذكير بأن صون الإنجازات التي تحققت على أرض إمارات الخير والعطاء، وتعزيزها يتطلب المزيد من العمل الجاد والمخلص من قبل كل من تشرف بالانتماء لهذا الوطن، فصون هذا الصرح الشامخ وتعزيز مكتسباته هو مسؤولية جميع أبناء الإمارات الذين عبروا في أكثر من مناسبة عن التفافهم بكل الحب والإخلاص حول قائد مسيرتهم.
وفي اليوم المجيد للوطن، يتجدد العهد لخليفة الخير، سائلين الخالق جلت قدرته أن يبقيه ذخرا لهذا الوطن وأبنائه ويديم على الإمارات نعم الأمن والأمان والاستقرار والرخاء والازدهار بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.. وكل عام والوطن وقائد الوطن وأهل الدار بألف ألف خير.


ali.alamodi@admedia.ae