في اليوم الوطني ترفرف الأعلام كأجنحة تطاول الفضاء، وتغني للأمل، ويرفع النشيد قصيدة أبياتها من حرير، القلوب المحبة، مدوزنة الى حد الغرام بمكان يخصب ويخضب، ويشذب ويهذب. مشاعر الناس بأخلاق النبلاء والأوفياء.
في اليوم الوطني يكتب العاشقون قصائدهم من دمائهم، والأقلام أصابع تحفر في رمل الذاكرة، توهج الانتماء وإشراقة العيون الضالعة في فضيلة الاكتواء.
وفي اليوم الوطني الصغار يهتفون، والكبار يكتبون أسماء الذين أسسوا وشيدوا وتماهوا مع المستحيل لأجل أن تغالب الشمس الغيوم فتسطع وتلمع النجوم على صفحات الماء، والتأكيد كل التأكيد أنك يا وطن، الأغلى والأعلى والأجلى والمستعين دوماً بقدرة الذاكرة، حافظة التاريخ وسجله الحافل بالهديل والفعل الجليل، وأسماء رسمت الصورة المثلى لأوطان لا تُغيّب شموسها غيمة، ولا تعكر صفوها غمة.
في اليوم الوطني تتزهى أزهار الفرح بألوان وأشجان وتحنان، وتضع الأشجار على أغصانها أوراق الظفر، والبحار تغسل موجها بالبياض والسماء ترتل آيات الذكر والشكر، والناس، كل الناس عشاق نهلوا من فيض قصيدك، ووريدك يقرأون، والكتاب منجز معجز ومكتسب يشخب الروح ويغري الفؤاد.
في اليوم الوطني.. باختصار وبلا جدال ولا سؤال، تدوم أنت يا وطن، وتتوارى أمامك نجوم وغيوم، يجمح مجدافك الذي كان سؤالاً يملأ رئة الماء، وتغيب عند حروفه أسئلة الموج، مجدافك الذي كان صولة وجولة واحتمالات تفوق الاحتمال، وتبعد بعيداً في أوسع مجال، وتكون أنت السفين الذي مر من هنا، من ناحية القلب ولم يغادر ولم يحاذر، لأنك الساكن المسكون، القابض المقبوض، والمستوي دائماً على الأحداق والأشواق.
في اليوم الوطني يستأنف العشاق حبكة توغلهم وتوثبهم، وتسفر أنت عند حمية التلاقي والتساقي، تسفر عن صدق ما استوطن في المآقي، ويحدو الحادون باتجاه المجد، مجدك الذي هو ضالتهم وعافيتهم، ومُقل عيونهم.
في اليوم الوطني نحتفي بك، كما نحتفي فيك، نفنى لك، كما نغيب فيك، والألحان نبضات وخفقات ودقات تحرك أشجان الكون فتتراقص النجوم طرباً، ويتنازل القمر عن كبريائه، خضوعاً لإرادة وطن صار أوسع وألمع، من لجين السماء، وطن صنع من الحب نسيجاً إنسانياً لا يخر ولا يفر، نسيج طوق الأعناق بأشواق، ومنح الأحداق فسحة الإشراق.
في اليوم الوطني تفترش الأرض أثر الأقدام المتهافتة لأجل صيرورة الفرح، ولأجل أن تكتسي وجوه المقبلين على الأيام برائحة التراب المبجل.
في اليوم الوطني يا وطني نهارك ازدهار، وليلك نهار، وما بين الليل والنهار عصافير تغرد باسم المجد والعهد والوعد والسعد، وتفاصيل تجدل خصلات وطن المد بلا جزر.


marafea@emi.ae