لم نكن بهذا التفاؤل تجاه الأبيض، وهو يبدأ مشواره ببطولة “خليجي 20”، كنا مشفقين على اللاعبين وعلى المدرب، ونلتمس لهم الأعذار ونرضى بأي شيء، قياساً بظروف الفريق الذي جاء إلى اليمن الشقيق بالصف الثاني، تاركاً الكثير من عناصر الخبرة بالفريق الوحداوي ليسافروا مع الفريق في فترة الإعداد المونديالي، والبقية في الصين لتخوض معترك الآسياد الذي عادوا منه بالفضية، ولكن شيئاً فشيئاً نمت فينا بذور الأماني، وبتنا ونحن من طالبهم بالتمثيل المشرف والاحتكاك، نتطلع إلى اللقب. هذا هو حال المحبين.. «طماعون»، وأنانيون، ولكن لماذا لا نكون كذلك؟، ومنتخبنا قفز إلى بؤرة الأحلام في «غمضات عين»، فتسلل، كما الأحلام تتسلل فينا، ومن نقطة إلى أخرى، دارت الماكينات البيضاء فكان العرض الرائع أمام البحرين، والذي «غسل» قناعات البداية وحولها إلى شلالات أمل فيما هو أبعد من نصف النهائي. ولكن هذا الحلم الرائع والأشبه بالطيف، يصطدم اليوم بعقبة كبيرة، اسمها «الأخضر»، وهناك من يرى أن الكويت كانت «أهون» من السعودية، غير أني أخالف هذا الرأي، فنحن والأخضر، في «كوكتيل» اللاعبين سواء، وما حدث لهم حدث لنا.. جاؤوا مثلما جئنا، يسبقهم كل ما يسبقنا، وتطورت أمانيهم مثلنا.. إذن فالكفتان متساويتان، وكل شيء وارد، و«ما نيل المطالب بالتمني». اليوم يستحضر نجومنا صور الماضي القريب والحاضر السعيد وأجواء العيد الذي جاء في أيام كلها أعياد، فالأولمبي عاد منذ أيام بفضية الآسياد، وقبله بفترة قصيرة كان الأولمبي نفسه بطلاً لـ”خليجي 2” بالدوحة، في تتويج لفترة، لم يعد ينقص تاجها سوى الأبيض الأول، حتى ولو كانت ظروفه صعبة، فالإرادة التي رأيناها من اللاعبين طوال المباريات الثلاث التي خاضوها حتى الآن، تثبت أنه لا مستحيل وأن الأماني ممكنة. ومع اللاعبين، ازداد يقيننا بقدرات وإمكانات مدرب الأبيض، السلوفيني كاتانيتش، والذي يحظى فكره التكتيكي لدى المتابعين في أروقة البطولة، بقبول يفوق ما حصل عليه بيسيرو مدرب الأخضر السعودي، كما أن الفوارق بين الاثنين وضحت من خلال إدارة كل منهما للمباريات الماضية، وتصب في صالح كاتانيتش، بشهادة الكثير من السعوديين أنفسهم، وكلنا أمل أن تنعكس هذه الثقة وهذا الفارق بين المدربين في مباراة اليوم. كلنا ثقة في لاعبينا وفي قدرتهم على خوض المواجهة بالروح الإماراتية الحقيقية التي هي زادنا في التحديات الكبرى، وكلنا أمل ايضاً أن نشاهد مباراة تليق بطموح الفريقين الذين يتمسك نجومهما بفرصة اثبات الذات حتى النهاية. أما عن مباراة العراق مع الكويت، فهي من الزمن الجميل حتى وإن تغيرت الأسماء، ولا يزال في تاريخ البطولة يتردد صدى أسماء صنعت التاريخ الكروي، وتوقف عندها التاريخ، أمثال الطرابلسي وعلي كاظم والحوطي وفاروق إبراهيم ومجبل فرطوس وجاسم يعقوب ورعد حمودي وفلاح حسن وفيصل الدخيل وفتحي كميل ومحمد طبرة وعدنان درجال وناظم شاكر، وغيرهم من الأسماء الكبيرة في تاريخ البطولة والكرة الخليجية، وبالرغم من تعاقب الزمن وتغير الأسماء إلا أنه يبقى للاسمين الكبيرين حضورهما.. الكويت والعراق. كلمة أخيرة: الأماني تأتي لمن يدفع مهرها، وإذا زاد خطابها تختار من تحب. mohamed.albade@admedia.ae