توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وتعليمات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بصرف رواتب شهر يوليو الحالي للعاملين بالدوائر الحكومية المحلية والقيادة العامة للقوات المسلحة، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، والمتقاعدين من القوات المسلحة والشرطة اليوم الاثنين، وذلك قبل حلول شهر رمضان المبارك ليتسنى للمواطنين والمقيمين والموظفين توفير متطلباتهم واحتياجاتهم الأسرية، وكذلك توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بصرف رواتب العاملين في حكومة دبي اليوم أيضاً، والنهج الذي سارت عليه دواوين الحكام كافة، والحكومة الاتحادية للتسهيل على الموظفين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، ما هي إلا مبادرة كريمة وسنة حسنة ستيسرّ بالتأكيد، الكثير على العديد من الأسر التي تنتظر الراتب بفارغ الصبر، لتأمين مستلزمات الشهر الفضيل، وما أكثرها، ولكن هنا لا بد من الإشارة إلى البعض يحمل نفسه ما لا طاقة له به في هذا الشهر الكريم، فيكدس في منزله ما يحتاجه وما لا يحتاجه من طعام وشراب، وكأنه مقبل على قحط، وليس على شهر كريم فيه تهذيب للنفس وصيام وقيام، ومن باب أولى أن نستفيد ونحسن استغلال مكارم قيادتنا وتوجهاتها وحرصها على توفير الحياة الكريمة لنا ولأسرنا، مواطنين و مقيمين على هذه الأرض الطيبة.
فصرف الراتب قبل موعده لا يعني التسابق إلى هدره وصرفه خلال أسبوع أو عشرة أيام بحجة رمضان، فرمضان بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، مما يقوم به غالبيتنا من صرف وهدر واستهلاك مفرط للمأكل والمشرب خاصة لأنه يتنافى تماماً مع معاني وقيم الشهر الفضيل.
أما النقطة المهمة بل الأهم فهي التزام مصارفنا الموقرة العاملة في الدولة بتنفيذ توجيهات القيادة، بل والمساهمة في تحقيق أهدافها والغايات المرجوة من قرار صرف رواتب الموظفين مبكراً وتحديداً اليوم، وما أود قوله والتأكيد عليه أن تلتزم البنوك بتحويل الرواتب فعلاً لحسابات الموظفين المستفيدين منها، وعدم استغلالها، واستخدام أساليب مُلتوية لتأخيرها لأطول فترة ممكنة، فالتجارب السابقة كشفت لنا أن بعض البنوك تتعمد تأخير الراتب يوماً أو يومين للاستفادة من المبلغ، كما تعمل بعض البنوك، ولا أقول كلها، على تعطيل أجهزة الصراف الآلي لتقليل سحب السيولة قدر المستطاع، وهي أمور مرفوضة وتتعارض مع توجيهات القيادة وحرصها على تأمين الراتب للموظف قبل وقت كاف من حلول الشهر الكريم.
وهنا لا بد من أن يكون للمصرف المركزي دور مهم لمنع أي تجاوز أو تلاعب، أو التفاف من قبل البنوك على الموظف والحيلولة دون تنفيذ توجيهات القيادة في مختلف إمارات الدولة، وتأخير الراتب، أو منع تسليمه إلى الموظف اليوم، فما نريده اليوم ألا يفشل أي موظف في سحب أي مبلغ يشاء من حسابه وصرف راتبه، وألا تستغل شماعات أخطاء “السيرفر” أو تعطل الأجهزة أو تأخر التحويل، وهي أعذار معلبة ومعدة خصيصاً لهذه المناسبات تستغلها بعض البنوك لتحرم المواطن والمقيم المحتاج إلى الدرهم من البهجة والفرحة.


m.eisa@alittihad.ae