تهاون البعض وعدم التعاون في تطبيق الضوابط الخاصة بأمن وسلامة أطفالهم لا يعد نموذجاً سيئاً للمسؤولية التربوية الملقاة على عاتقهم فحسب، بل يعد تهديداً خطراً على حياتهم وحياة أطفالهم؛ فأولياء الأمور من قائدي المركبات هم خط الحماية الأول في هذا الإطار. ولا بد من تعويد الأبناء على أسلوب الركوب والنزول من وإلى السيارة، وطريقة الجلوس على المقاعد، وأسلوب استخدام حزام الأمان ووسائل التثبيت (كراسي الأطفال) أثناء الجلوس في المقاعد الخلفية، فكلها باتت ضرورة لا تقبل النقاش، حيث لا يسمح القانون بجلوس الأطفال الصغار دون سن العاشرة في المقاعد الأمامية لعدم جدوى حزام الأمان الذي لا يمكن الاستفادة منه بسبب ضآلة أجسامهم. العديد من الدراسات، التي أجريت بشأن حماية الأطفال في المركبات، أظهرت أن احتمالات تعرض الرضع والأطفال الصغار الآخرين للخطر خلال حوادث السيارات تقل إذا كانوا يجلسون في مقاعد خاصة بهم، أو يستخدمون بعض الأنواع الأخرى من أنظمة تقييد حركة الأطفال وليس حزام الأمان فقط. الممارسات التي يقوم بها بعض قائدي المركبات كارثية، فقد تشاهد ولي أمر وهو ممسك بابنه أو منشغلاً بمداعبته أثناء قيادة المركبة بصورة تعرضه للخطر أو احتضان الأب أو الأم أبناءهما في المقعد الأمامي، وهو ما يعد من الظواهر الخطرة الشائعة لدى بعض الأسر، حيث تتسبب تلك الأخطاء في ارتكاب حوادث مرورية مأساوية وفي كثير من الأحيان إلى وفاتهم. وعلى الرغم من حملات التوعية بخطورة هذه الظواهر، إلا أن البعض لا يزال يستجيب لرغبات أطفاله ذلك عدا عن إخراج الأطفال لأيديهم ورؤوسهم من نوافذ المركبة أثناء سيرها، رغم إدراكهم لخطورة ما يترتب على ذلك. في الدول المتقدمة اتخذت إجراءات صارمة حيال إلزامية قائدي المركبات من الأسر بضرورة تركيب مقاعد خاصة بالأطفال وفقاً لمعايير ومواصفات محددة، تضمن سلامتهم وحمايتهم من المخاطر أثناء قيادة المركبة وحمايتهم من الحوادث المرورية، باعتبار أن حزام الأمان الموجود في السيارة غير مصمم لاستخدام الأطفال. مركز “ريادة” في الشارقة أطلق حملة “سلامة الطفل.. مقاعد السيارات”، وسيبدأ مستشفى توام في تطبيق سلامة الأطفال في السيارات ضمن مشروع سلامة المرضى في سبتمبر المقبل، والذي يتضمن توزيع كراسي جلوس للمواليد الجدد بالتعاون مع هيئة الصحة. صور حية على تفاعل مؤسسات المجتمع المحلي نتمنى أن تكتمل الصورة بمشاركة الجمهور، فالأمن لا يمكن أن يتحقق إلا بتعاون وتلاحم وتضافر جهود الجميع أفراداً ومؤسسات، فالشرطة والجمهور في خدمة الوطن ولا يجوز إلقاء العبء كله على رجال الشرطة، مع تمنياتي للجميع بالسلامة. jameelrafee@admedia.ae