في الثاني من ديسمبر تتحد مساحة الإمارات لتصير الوطن مجدداً، وليتطلع الجميع إلى العلم والنشيد ليعيدوا صياغة أغنياتهم وأناشيدهم وكلمات الحب والوفاء لتراب الوطن ولجميل دافئ نتشبث به ونحمل لون ترابه ونسغ روحه ولغة تاريخه، كلمات ليست كالكلمات، وأناشيد ليست ككل الأناشيد ووفاء ليس ككل وفاء .. إنها حكاية الأزل بين الإنسان والوطن ، هذا ما يحدث في الثاني من ديسمبر وقبله بأيام وبعده بأيام وفي كل الأيام ، وأول من نحرص على تلقينهم محبة الوطن، هم وهج قلوبنا على الأرض .. أبناؤنا الصغار.
في كل احتفالاتنا الوطنية نغني للوطن نشيده وأغنياتنا، وفي عيده يحب الوطن أن ينصت لحروف لهجة أبنائه، في عيده يستعيد الوطن عافيته بنا ونستعيد بهاءنا بكل مفرداتنا، لهجتنا، ثيابنا، علاقاتنا، رموزنا الوطنية، آباءنا ، أمهاتنا ، تاريخنا ، ماضينا ، حاضرنا وأسئلة المستقبل، وأولئك الآباء الكبار العظماء الذين أسسوا البناء ووضعونا على طريق الغد حين كان الغد حلما في ماضيات الأيام ، فلماذا يصر البعض على أن يخدش بعضا من نقاء الصورة ؟
في كثير من مدارسنا يتغنى أبناؤنا للوطن بأناشيد ليست للإمارات، وبلهجة ليست إماراتية، أناشيد وضعت لأوطان أخرى وبألسنة أخرى، لماذا ؟ ألا تتوثق العلاقة بمفردة اللهجة ؟ أليست لنا لهجة حلوة نتغنى بها لهذه الأرض ؟ فلماذا تصر كثير من مدارسنا الخاصة على أن تعلم كل معلمة صغارها بلهجتها الخاصة أغنيات تغنيها هي لوطنها مثلا، فيعود الصغار لمنازلهم وهم يرددون أناشيد صنعت بلهجات أخرى لأوطان أخرى فبعضهم يتغني بلهجة أخوتنا أهل بلاد الشام وبعضهم بلهجة أهلنا أهل مصر وبعضهم بلهجة أعزتنا أهل بلاد الرافدين !!
لا اعتراض لدينا أن يتغنى العالم كله للإمارات بلغات الدنيا وبلهجات الكون كله، يهدوننا المحبة ويدعون للإمارت بالرفعة والمجد، لكن حين يأتي دورنا ودور صغارنا وشبابنا فلا بد أن يكون النشيد والأغنية واللحن والقصيدة مصنوعة للإمارات وبلغة ولهجة أهل الإمارات، هذا ما يجب أن يتعلمه الصغار في عيد الوطن، لأن الاحتفاء والاحتفال بيوم الثاني من ديسمبر ليس سوى تجديد للبيعة : بيعة الحب والوفاء والولاء ، للأرض بكل معطياتها وللوطن بكل تفاصيله وللإمارات بكل رموزها السياسية والثقافية والاجتماعية.
باختصار ، نحن هنا في الإمارات لدينا لهجة حلوة، نحبها جدا، وهي سليلة أمجاد لغة الضاد والقرآن، بها نتحدث وبها نتعامل، وبها نسير كل شؤون حياتنا، وبها يجب أن نحب الإمارات ونعلن ولاءنا لها ، وليس بلهجات الآخرين فذلك من المعيب جدا أن نهرع للهجة أخرى نعبر بها عن حبنا لوطننا وكأن لهجتنا عاجزة أو قاصرة أو بها شيء من العيب.
باختصار نحن قد أعلنا منذ سنتين عاما للهوية الوطنية، وأن اللغة أبرز رموز الهوية، واللهجة أحد روافد وخزانات الهوية والانتماء، وعلينا تكريسها دائما في قلوب أبنائنا، وخاصة في يوم الوطن، لذلك لابد أن تتنبه دوائر ومؤسسات التعليم وأن تصدر أمرا بعدم استخدام لغة غير العربية الفصحى أولهجات غير الإماراتية في أناشيد وكلمات وأغنيات وقصائد التغني بعيد الإمارات مع خالص وشديد احترامنا ومحبتنا لكل لهجات الوطن العربي الكبير من الماء إلى الماء !!


ayya-222@hotmail.com