“اسمك طلع ولاّ لأ؟” سؤال أصبحنا نسمع صداه يتردد كثيراً هذه الأيام، وأين ما تذهب تجد هذا الاستفسار مطروحاً من قبل الربع والأصدقاء، ليعرفوا إذا كنت من ضمن الهيئة الانتخابية التي يحق لها المشاركة في التصويت والترشيح لعضوية المجلس الوطني الاتحادي في دورته المقبلة، أم لا. وإجابة معظمنا عن هذا السؤال أصبحت هذه المرة “نعم”، بعد أن كانت “لا” في المرة السابقة، والسبب التطور الذي حصل في العملية الانتخابية، وتوسيع التجربة لتشمل قطاعاً عريضاً من المواطنين، حيث أسهم رفع عدد الهيئة الانتخابية إلى 129 ألفاً، في فتح الباب أمام نسبة كبيرة للمشاركة في انتخابات المجلس الوطني، وهو أمر لم يكن متاحاً لمعظمنا في التجربة الماضية بعد أن كانت مقصورة على شريحة محدودة من أبناء الوطن. لا شك في أن رفع عدد الهيئة الانتخابية من 7 آلاف فقط في التجربة الأولى ليصل إلى 129 ألفاً هذه المرة، يعتبر خطوة إلى الأمام تدل على حرص الدولة على الارتقاء بالممارسة الانتخابية، وعلى حرصها على ترسيخ العملية الديمقراطية في انتخابات المجلس، وقد أسهم في خلق حالة حراك في المجتمع واهتمام أكبر بالانتخابات القادمة، والسبب ارتفاع عدد من يعنيهم الأمر هذه المرة. ويكفي أن الانتخابات الحالية قد عالجت واحدة من أبرز السلبيات التي رافقت الانتخابات الماضية والتي كانت تتمثل في محدودية المشاركة، حيث فرضت طبيعة التجربة الأولى للانتخابات في 2006 إقامتها على عدد محدود من أفراد المجتمع على اعتبار أن الغرض الأساسي منها كان وضع أرضية صلبة للعملية الانتخابية تستفيد منها في المستقبل، وهو الأمر الذي حولها إلى انتخابات “تجريبية”، إذا جاز القول، خصت مجموعة محدودة من أفراد المجتمع، وبالتالي فإن تجربة المشاركة في الانتخابات لم تصل إلى كل بيت ولم تطال الجميع. وهو الأمر الذي ينتفي في التجربة الحالية، حيث أسهم رفع العدد في توسيع التجربة وتعميهما، وحالياً من النادر أن تجد أسرة مواطنة واحدة، إلا ويوجد فيها فرد أو أكثر ممن يحق لهم المشاركة بالانتخاب وبالتصويت، والمعنى أن معظم الأسر الإماراتية باتت تمتلك ممثلاً لها في الانتخابات المقبلة. وهذا هو بيت القصيد في النهاية في أن تكون انتخابات المجلس الوطني متاحة للجميع، في الانتخابات الحالية استبدل معظمنا كلمة “لا” بـ”نعم”، وفي المرة المقبلة، إن شاء الله، لن يطرح أحد هذا السؤال، إذا كان اسمك “طلع ولا ما طلع”؛ لأن الإجابة بـ”نعم” ستكون معروفة سلفاً. Saif.alshamsi@admedia.ae