دخل رجل من بني سعد على عبد الملك بن مروان، فقال له: ممن الرجل؟ فقال: من الذين قال لهم الشاعر: إذا غضبــت عليــــك بنو تميــم حسـبتَ النــاسَ كلهــم غِضابـا فقال: فمن أيّهم أنت؟ قال: من الذين يقول فيهم القائل: يزيد بنو سعد على عـدد الحصـى وأثقل مـن وزن الجبـال حُلُومُهــا قال: فمن أيّهم أنت؟ قال: من الذين يقول فيهم الشاعر: ثياب بني عــوف طهــارى نقيــة وأوجُههُــم بيـض المسـافر غُرّانُ قال: فمن أيّهم أنت؟ قال: من الذين يقول لهم الشاعر: فلا وأبيــك ما ظلمـــت قُريـــــع بأن يبنوا المكارم حيـث شــاءوا قال: فمن أيّهم أنت: قال: من الذين يقول لهم الشاعر: قوم هـم الأنـفُ والأذناب غيرهُم ومن يُسوي بأنفِ الناقـةِ الذنبا؟ قال: اجلس لا جلست! والله لقد خفتُ أن تفخرَ عليّ. الفَخْرُ والفَخَرُ، التمدُّح بالخصال والافتِخارُ وعَدُّ القديم، وقد فَخَرَ يَفْخَرُ فَخْراً وفَخْرَةً حسنة، فهو فاخِرٌ وفَخُورٌ، وكذلك افْتَخَرَ. وتَفاخَرَ القومُ: فَخَرَ بعضُهم على بعض. والتفاخُرُ: التعاظم.. والتَّفَخُّر التعظم والتكبر. ويقال: فلان مُتَفَخِّرٌ مُتَفَجِّسٌ. وفاخَرَه مُفاخَرَةً وفِخاراً: عارضه بالفَخْر فَفَخَره؛ وفَخِيرُكَ: الذي يُفاخِرُك، ومثاله الخَصِيمُ والفِخِّير: الكثير الفَخْر، ومثاله السِّكِّير.. وفِخِّيرٌ: كثير الافتخار؛ قوله تعالى: «إِن الله لا يحب كل مُخْتال فَخُور»؛ الفَخُور: المتكبر. وفاخَرَه ففَخَره يَفْخُره فَخْراً: كان أَفْخَرَ منه وأَكرم أَباً وأُمّاً. وفَخَره عليه يَفْخَره فَخْراً وأفْخَره عليه: فَضّله عليه في الفَخْر. فَخَرَ فلان اليوم على فلان في الشرف والجَلَد والمنطق أَي فَضَل عليه. وفي الحديث: أَنا سيد ولد آدم ولا فَخْرَ؛ الفَخْرُ: ادّعاء العظم والكبر والشرف، أَي لا أَقوله تَبَجُّحاً، ولكن شكراً وتحدثاً بنعمه. والفَخِيرُ: المغلوب بالفَخْر. والمَفْخَرَة والمَفْخُرة، بفتح الخاء وضمها: المَأْثُرة وما فُخِرَ به. وفيه فُخْرَة أَي فَخْرٌ.. وإنه لذو فُخْرةٍ عليهم أَي فَخْرٍ. وما لك فُخْرَةُ هذا أَي فَخْرُه؛عن اللحياني، وفَخَر الرجلُ: تكبر بالفَخْر؛ وقول لبيد: حتى تَزَيَّنَــت الجِــــــواءُ بفاخـــِرٍ قَصِـفٍ، كأَلوان الرِّحـال، عَميـــمِ عنى بالفاخر الذي بلغ وجاد من النبات فكأَنه فَخَرَ على ما حوله. والفاخرُ من البسر: الذي يعْظُم ولا نوى له. والفاخر: الجيد من كل شيء. واسْتَفْخَر الشيءَ: اشتراه فاخراً، وكذلك في التزويج. واسْتَفْخَر فلان ما شاء وأفْخَرَت المرأَةُ إِذا لم تلد إِلا فاخراً. والفَخَّار: الخَزَف.. والفَخَّارةُ: الجَرَّة، وجمعها فَخَّار معروف. وفي التنزيل: «من صَلْصال كالفَخَّار». والفاخُور: نبت طيب الريح.. المتنبي: قُضاعَــــةُ تَعْلـــَمُ أنّـي الفَتـى الـّ ــذي ادّخَـرَتْ لصُــــروفِ الزّمَـانِ وَمَجْـــــدي يــَدُلّ بَــني خِنْــدِفٍ عَلـــى أنّ كُلّ كَريــــمٍ يَمَـــــــانِ أنَا ابنُ اللّقـاءِ أنَا ابــنُ السَــّخاءِ أنا ابنُ الضِّرابِ أنا ابنُ الطِّعـانِ أنَا ابنُ الفَيافـي أنَا ابـنُ القَوافـي أنَا ابنُ السُّـروجِ أنَا ابنُ الرِّعــانِ طَويــلُ النِّجــادِ طَوِيــلُ العِمـــاد طَويلُ القَنــــاةِ طَويـلُ السِّــنانِ حَديدُ اللّحـــاظِ حَديــدُ الحِفــاظِ حَديـدُ الحُســامِ حَديـدُ الجَنَــانِ يُســــابِقُ سَــيْفي مَنَايَــا العِبــادِ إلَيْهِـــمْ كأنّهُمَــــا فــي رِهَـــــانِ يَرَى حَــدُّهُ غامِضـــاتِ القُلُــوبِ إذا كنــتُ فــي هَبْــوَةٍ لا أرَانــي ســـــَأجْعَلُهُ حَكَمــاً في النّفُــوسِ وَلَوْ نَــابَ عَنــْهُ لِســاني كَفانــي وَلَوْ نَابَ عَنْهُ لِساني كَفاني