التوافد العالمي تجاه الإمارات، وهطول الزائرين، من مختلف بقاع الأرض، يفسر أن بلادنا أصبحت واحة، وباحة، للاستقرار العالمي، ومثالاً يحتذى به في الأمن والأمان، والسماحة الاجتماعية، واللباقة السياسية، واللياقة الاقتصادية.
فمنذ التأسيس على يد الباني والمؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، “طيَّب الله ثراه” تسير بلادنا بخطوات واثقة وراسخة باتجاه علاقات دولية، مشمولة بالاحترام المتبادل، والتعاطي السياسي الرزين والرصين، بحيث يحفظ حقوق الجميع، من دون تقصير أو تغيير.. وقافلة الأحلام تمضي، بمشاركة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، الذي يقف ظلاً ظليلاً، حامياً للمنجزات، رافعاً شأن المكتسبات، وبسمات النبلاء، وصفات الأوفياء، يدعم سموه ويرسي أواصر القرب مع جميع دول العالم، من دون تمييز أو تفريق، إيماناً واحتساباً بأن العالم يقطن تحت سقف خيمة واحدة، وحتى يتعافى الناس أجمعين من أمراض الفقر والجهل والمرض والحروب، فلابد له أن ينظف ساحته من الشحناء والبغضاء، والتصرفات الرعناء، لابد للعالم أن يحمي نفسه من شرور الحقد، والكراهية، ولابد أن نبني عروش الحب، على أغصان أشجار علاقات إنسانية وارفة ومورقة بالتفاهم والانسجام والالتئام والاحترام.
ولم تحظ دولتنا بهذه المشاعر الإنسانية من قبل الجميع، إلا لأنها أنجبت رجالاً صانوا العهد، وأوفوا بالوعد، ومضوا في طريق الأحلام الجميلة، متآزرين إرادة صلبة لا تلين، ومتأبطين عزيمة قوية لا تستكين، متسلحين بالحب للجميع، متصالحين مع أنفسهم، متوافقين مع الآخر، متفقين دوماً على أن علاقة الدول لا تحمى بالسلاح دائماً بل بالصدق والصراحة، والإيمان الراسخ بأهمية وضوح الرؤية تجاه الآخر.
وهذا ما يجعل سياسة الإمارات اليوم ضوءاً أخضر لا ينطفئ، وأرضاً حبلى لا تضمحل، ولا تكفهر، سياسة تقوم على أسس التكامل والتكافل، من دون تفريط في الثوابت ولا إفراط في الضوابط.. سياسة الإمارات اليوم تتجلى عن قيم إنسانية تمتد في جذور التاريخ، تشرّبها جيل بعد جيل، إنسان الإمارات لم ينبت صبياً على هذه الأرض، وإنما أنجبته الأرض من قرون وقرون، وتراكم التجارب الحياتية والعلاقات التجارية مع الشرق والغرب، أسَّس ثروة ذهنية، بنى على أساسها سياسته الحديثة، وشيَّد صروح علاقاته السياسية والتجارية.. وإذا كان إنسان الإمارات أسَّسَ اتحاد الدولة من خيوط قديمة وراسخة، استطاع أن ينسجها في ثوب الحرير الحاضر، فإن سياسته أيضاً هي من نبع ذلك النهر الخالد، لعلاقات ووشائج إنسانية رائعة، وناصعة، ويانعة دوماً، لا تهرم ولا تشيخ طالما بقي الأوفياء يروونها، من نبع عقولهم النيِّرة، ستظل سياسة الإمارات الملاذ لكل مُستجير، ودفعاً ورفعاً عن كل شر مُستطير.


marafea@emi.ae