أثار الفستان الأزرق الياقوتي الذي ارتدته الحسناء الإنجليزية خطيبة ابن الأميرة الراحلة ذائعة الصيت في حياتها، وبعد مماتها ديانا، الامير وليامز في حفل خطوبتها أزمة في مدينة الضباب، فحفل خطوبة الامير ابن الاميرة على الحسناء كيت ميدلتون أثارت زوبعة اقتصادية أوقد شررها بعض المناهضين للملكية، والجماهير البريطانية حول التكاليف المتوقعة لزفاف الأمير، والجهة التي ستتحمل هذه التكاليف، مطالبين الملكة بالتكفل بها، كي لا تثقل مصاريف العرس الملكي على كاهل خزائن الحكومة المعلنة حالة التقشف التي تعيشها جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجهها العديد من الحكومات الاوروبية، معتبرين أن الملايين التي ستصرف على إقامة العرس الملكي يجب ألا يتحملها دافعو الضرائب لأنها مناسبة خاصة، ويجب ألا تكون من قوت الشعب، ومن الميزانية الحكومية التي تنتظرها أيام عجاف ستحتاج إلى كل باوند.
على الجانب الآخر تهافتت حسناوات بريطانيا لاقتناء فستان الأميرة الجديدة المنتظرة، الحسناء كيت ميدلتون، فبعد ساعات من ظهورها بالفستان الأزرق الذي صممته البرازيلية دانيلا أيسا هيلايل، اختفى الفستان من البوتيكات والمحال التجارية في لندن، والذي يعد من أهم تصميمات فساتين العلامة «أيسا» الشهيرة، التي يقتني تصاميمها المشاهير مثل مادونا، وكيت موس، والأسترالية كيلي مينوجو، وسكارلت جوهانسن، وغيرهن ممن المشاهير، في ردة فعل طبيعية وهي حب اقتناء مثل هذه الملابس وبمثل هذه المناسب التاريخية.
وما استوقفني هو سعر الفستان الأزرق الذي زينه الخاتم الياقوتي الذي قدمه الأمير لخطيبته، ويعود لوالدته المأسوف على شبابها، إذ لم يتجاوز سعره 339 جنيهاً استرلينياً، أي ما يعادل 639 دولاراً، يعني 2351 ونصف درهماً بس، وهو سعر رمزي لن تقبل به فتاة عندنا ليكون ثمن فستان حضورها لخطبة صديقة بنت عمها، وليس لخطوبتها، وهو ما يعكس البذخ والاسراف المفرط الذي تعيشه فتياتنا، وخاصة في التفصيل والخياطة والتصميم، فأسعار فساتين المناسبات والزفاف عندنا يصل لأرقام فلكية، توازي في بعض الأحيان مصاريف عرس جماعي.
إن التميز والجمال مطلوب، ونقدر تنافس حسناواتنا على الظهور بأجمل حلة، وصورة، ورغبة البعض منافسة العروس، ولكن لايكون بهذه الدرجة من الإفراط والمبالغة التي لايستفيد منها سوى أصحاب المصالح والخياطين والمصممين ومن في حكمهم، وما يزيد من الغيظ والقهر على الفساتين التي يدفع فيها عشرات ومئات الألوف انها غير صالحة للاستخدام لأكثر من مرة واحدة، بل لساعات محددة، فلا يلبس إلا في مناسبة واحدة، ويوضع على الرف الى جانب كم مثله، وتضيع المبالغ التي صرفت عليه هباءً منثوراً، مما يعكس نظرة بعض فتياتنا الضيقة، وإسرافهن في «الفشخرة» التي غالباً ما تسقطهن في أفخاخ المصممين.


m.eisa@alittihad.ae