بين مرحلتي التأسيس والتمكين، وكلتاهما امتداد لمراحل جديدة تسير العاصمة لتحقيقها بشكل حثيث، خطت أبوظبي خطوات عملاقة على طريق التحديث والنمو والتقدم، وكان أساس هذه المراحل، وعمودها الفقري المواطن، وانصبَّ جل اهتمام القيادة الحكيمة على توفير كل سبل الحياة الكريمة له، وإشراكه في مسيرة التنمية التي تعيشها الدولة، وهي تتطلع لمستقبل ملؤه التفاؤل، لتحقيق المزيد من الإنجازات لأبناء الوطن. لقد أنفقت أبوظبي المليارات من الدراهم لكي توفر للمواطن البنية التحتية المتطورة والمساكن والمرافق الصحية والتعليمية والترفيهية، وقد وضع المغفور له بإذن الله والدنا الشيخ زايد الأساس المتين، لضمان مسيرة التنمية المستدامة في الدولة بشكل عام والعاصمة بشكل خاص، وتحقيق الرفاهية للمواطنين، وهذا الأساس هو الذي تنطلق منه مرحلة التمكين، وتُبنى عليه بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. ومنذ مطلع الألفية الثالثة وحتى اليوم، شهدت أبوظبي قفزات عملاقة على طريق التقدم والنمو والازدهار، واتجهت مسيرة النمو فيها إلى الاتجاهات كافة، شمالاً وشرقاً وغرباً وجنوباً، وبدأت ثمار هذه السياسة تتحدث عن نفسها للعيان في مدن كثيرة ظهرت على أطراف وفي مداخل وعند مخارج العاصمة، إلى أن بات التمدد بوابات حضارية وحضرية جديدة، أعطت العاصمة امتداداً تنموياً غير مسبوق، وفقاً لمخططات عمرانية عالمية، توفر للمدينة المزيد من مظاهر الرقي، والتقدم، وتجعلها في مصاف أجمل مدن العالم. ولم يغب المواطن عن هذه المسيرة، وقاد هذه المرحلة بامتياز واقتدار بفضل رؤية القيادة الرشيدة للدولة، ولم يغب أيضاً من ذهن المخطط لهذه المدن والتجمعات الحضرية التزايد السكاني واحتياجات المواطنين للمزيد من الوحدات السكنية، وتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتوزيع 488 فيلا للمواطنين في جزيرة ياس، بأبوظبي، التي تعتبر من أرقى التجمعات الحضرية في الإمارة، تجسد الرؤية الحكيمة لقيادة البلاد وتطلعها لبدء انطلاقة جديدة في مسيرة البناء والتنمية المستدامة، بفكر ورؤية يواكبان تطلع الإمارة لكي تكون بين أفضل خمس مدن عالمية، خصوصاً أن الإنجازات التي تحققت من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين تحمل بصمات وطنية مئة في المئة، فالمواطن شريك أساسي في المرحلتين، وهو اليوم يستعد للانطلاق في مرحلة جديدة ستقوده إلى المزيد من الإنجازات بدعم ورعاية القيادة التي لا تبخل عليه بجهد أو بمال، بل سخَّرت كل ثروة البلاد من أجله وتحقيق الرفاهية والطمأنينة والاستقرار له وللأجيال القادمة بإذن الله تعالى، التي ستحمل مشعل التنمية والنماء لتبقى بلادنا دائماً بفضل قيادتها وأبنائها الأوفياء مثالاً يحتذى به في العمل والعطاء والوفاء والولاء للوطن والقيادة .. حفظ الله قيادتنا الرشيدة وحفظ بلادنا وشعبنا الوفي. محمد عيسى | m.eisa@alittihad.ae