يُسجل يوم أمس الأول كعلامة ونقطة مضيئة تضاف إلى صحائف جود وعطاء إنساني يميز هذا الوطن الغالي، منذ أن شاد بناءه وبنيانه القائد المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، على نهج الخير، ويتواصل من بعده بقيادة ربان سفينة الخير والعطاء خليفة الخير، قائد مسيرة إمارات الخير والمحبة.
يوم أمس الأول، قدمت الإمارات نموذجاً جديداً في ساحات العطاء الإنساني، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية توقع اتفاقية تقدم المؤسسة بموجبها منحة مالية بقيمة 150 مليون دولار أميركي، لمركز متخصص بأمراض السرطان في جامعة تكساس الأميركية، وذلك دعماً لأبحاث وتشخيص وعلاج الأمراض السرطانية من خلال نتائج التحليل الجيني”. في منحة تعد الأكبر التي تقدم ليس فقط لمركز بالجامعة، وإنما الأكبر في تاريخ الجامعة أيضاً.
وكعادة إمارات الخير دوماً، وهي تحرص على ضمان ديمومة كل مشروع خيري وإنساني يحمل اسمها وبصماتها، فإن المنحة الكريمة ستمول أيضاً إنشاء صندوق وقفي لتمويل ثلاثة كراس أستاذية، متخصصة في أبحاث السرطان.
إن هذه المنحة التي ستسهم في استقطاب نخبة العلماء والباحثين، تعزز الجولات التي تخوضها البشرية في المعركة للقضاء على هذا الداء الفتاك.
لقد جاءت هذه المنحة الكريمة امتداداً لمساع ومبادرات إنسانية متفردة قدمتها الإمارات من أجل إسعاد البشرية في مواجهة الأمراض وبالذات المستعصية منها، من خلال إيلاء الأبحاث الخاصة بها كل رعاية واهتمام. ونستعيد هنا بكل تقدير المساهمة الكريمة والسخية التي قدمتها أبوظبي لإنشاء معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال في واشنطن بقيمة 551 مليون درهم، وذلك في سبتمبر من العام 2009.
وقد عمل المركز الوطني لطب الأطفال في العاصمة الأميركية، والذي حظي ب”أضخم مكرمة خيرية يتم تقديمها في مجال دعم جراحة وطب الأطفال”، على استقطاب حشد من الباحثين لمعهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال لاستكشاف إجراءات جراحية مبتكرة في هذا المجال، تقود إلى تحول شامل في مجال رعاية الأطفال خلال العقد المقبل. خاصة وأن مستشفى واشنطن استقبل عشرات الحالات لأطفال من الإمارات.
والفخر يملؤنا بهذه المنحة الجديدة التي أعلن عنها أمس الأول و قدمتها مؤسسة تحمل اسم قائد مسيرتنا، خليفة عنوان الخير والجود، نتمنى أن تكون مقدمة لجهود عالمية رائدة تقودها الإمارات من أجل تركيز وتكتثيف جهود العقول المتخصصة في مجال الأبحاث التي تستهدف التوصل إلى عقاقير وعلاجات للعديد من الأمراض المستعصية، التي لاتزال تمثل تحدياً هائلاً للإنسان، وهو يكمل العقد الأول من الألفية الثالثة.
جهود تقودها الإمارات لرسم الابتسامة على وجوه عانت وتعاني من الأمراض، وتسهم في تحقيق انتصار البشرية على السرطان تحديداً من أجل عالم من الصحة والعافية، في عالم يودع الآلام و الأسقام، والكوارث والنوائب، عالم تشتد فيه سواعد البشرية لتنتصر به على بؤر التخلف والجهل والعلل.
عالم ترتفع فيه أكف الضراعة متبتلة في محراب المحبة، أن يحفظ الله الإمارات وأهل الإمارات وقائد الإمارات خليفة الخير ذخراً للإنسانية.


ali.alamodi@admedia.ae