كنت مع مجموعة من المعارف في”برزة”، إحدى المناطق الجديدة من ضواحي عاصمتنا الحبيبة، عندما توقف الحديث بنا أمام اللفتة الإنسانية الرائعة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالسماح بتأجير الوحدات الإضافية الملحقة بالمساكن الشعبية، في واحدة من صور ترجمة توجيهات قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بتوفير مقومات الحياة الكريمة للمواطنين، والحرص على رفاهيتهم، وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. وإذا بكل من في المكان يتحدث عن القرار، الذي يعبر كذلك عن مقدار اقتراب والتصاق سموه بقضايا وأحوال المواطنين، خاصة أن هذه اللفتة الكريمة تمس شرائح مختلفة من المجتمع، تأثرت بالقرار السابق الذي كان ينص على السماح ببناء وحدة سكنية واحدة فقط في كل قسيمة بناء. أحد الحضور قال: كأن سموه قد استشعر الهم الذي جثم على صدور الكثيرين منا، لا سيما أن القرار سوف يساعدهم على الوفاء بالالتزامات المالية التي ترتبت على أعمال البناء، وبالذات مواجهة أقساط القروض المصرفية. وفي طريقي عائداً إلى أبوظبي من منطقة الفلاح، كنت أستعيد تلك الكلمات العفوية التي تمثل مجرد لقطة في إطار صورة أشمل وأوسع، تتزاحم داخلها مظاهر الحب العفوي المتبادل بين أبناء الإمارات وقيادتهم، التي لا تدخر جهداً من أجل خيرهم وسعادتهم وازدهارهم، ونجحت بهم ومعهم في تحقيق هذه المكانة الرفيعة لإمارات المحبة والوفاء. واستعدت ما كتب أحد الإشقاء في صحيفته بالكويت، وهو يغبط أبناء هذا الوطن على ما سخر الله لهم من قيادة تصل الليل بالنهار، وهي تسهر على راحتهم، مستشهداً في مقالته بتلك الصورة المعبرة التي تم تداولها على نطاق واسع عبر الهواتف النقالة، وهي للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وهو جالس على الرصيف في ظهيرة قائظة وبقربه طفلة تبكي، رآها سموه في الشارع إثر ضياعها من أهلها، فآثر الجلوس إلى جانبها ريثما يعثر على ذويها. تلك مجرد صورة، تختزل صورة الحب الكبير والوفاء الرائع المتبادل بين أبناء الوطن وقيادتهم، والذي يتبارون للتعبير العفوي عنه في مختلف المناسبات، قيادة تجسد نهجاً أسست عليه إمارات المحبة والوفاء منذ بواكير تلك البدايات على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، نهج نسجت به هذه العلاقة القوية من المحبة والتراحم والتآلف، وتوطدت بحكمة خليفة الخير وإخوانه الميامين، فكان عهد الوفاء والولاء والانتماء. حتى الشرذمة التي تطاولت على رموز الوطن، أحيلت إلى القضاء ليقول كلمته فيهم اليوم، بعد أن لفظهم أبناء الإمارات الذين هبوا ليقولوا بصوت واحد “كلنا خليفة”. وإذا كان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد عبر عن اعتزازه بمتطوعي البلاد لدى تكريمهم من لدن سموه، حينما قال “يا كبر حظنا بكم”، فإن لسان حال أبناء الوطن جميعهم يردد “يا كبر حظنا نحن بشيوخنا من آل نهيان الكرام” أدامهم الله ذخراً للوطن وأبنائه. علي العمودي | ali.alamodi@admedia.ae