“نوم تايم ...عشى تايم...لعب تايم ...تلفون تايم..فميلي تايم..” طبعاً هذه شعارات أو الـstatus الذي يتم استخدامها في في خدمة “بلاك بيري ماسنجر” تغيرت منذ دخول الصيف وغدت “إلى فرنسا..إسبانيا ..أميركا...إلخ”، لم يعد هناك حاجة لسؤال عن الحال أو الأخبار كل شيء بات معروفاً لكل الموجودين في القائمة، فجدول أعمالك غداً مسجلاً وموثقاً وحتى مشاعرك بات الكل يعرفها ويدركها يكفي أن تكتب “طفرااان...مبسوط...تعبان...ملل...مريض..” وحتى تصل المعلومة بشكل أفضل يجب أن ترافقها صورة توضح الحالة أو الشعور أو المكان، الأمر مقبول إذا كان من معك في القائمة بعيداً عنك، ولكن عندما يكون بجانبك فهذا ما لا أفهمه! حكت لي إحدى صديقاتي عن موقف طريف حصل لها عندما قامت بزيارة، قالت “بعد السلام والتحية والسؤال عن الحال والأخبار ساد المجلس صمت لم أفهمه. معظم الموجودات من قريباتي كن يرددن طوال الوقت “شوفي شو طرشت لج..” والابتسامة والضحكات تعلو دون أي حديث يذكر”. وأوضحت لي هذه الصديقة أن الحوارات تحولت من المجلس إلى “الماسنجر” بين بنات “البي بي” (مستخدمات البلاك بيري)، كما كانت تدعوهن، وأضافت “وإذا تحدثت أنا وقليلات ممن رحم ربي يأتينا التعليق مقتضباً وبعد فترة زمنية “صح كلامج..الله يعين” وكثيراً ما يكون التعليق في واد والموضوع في واد آخر...وكن يكفرن (بين بنات “البي بي) عن الاندماج الزائد مع هذا الجهاز بسؤالي لماذا لم تشتر بلاك بيري أو أي فون حتى نتواصل؟” الحقيقة أن هذه الصديقة اشترت بالفعل “بلاك بيري” بعد أن شعرت بالوحدة في هذه الجلسة. أنت موجود في تقنيات التواصل الحديث. أينما كنت “مرصوداً” بأفعالك وأقوالك، وأصبح من الطبيعي جداً أن يعرف الناس أين ذهبت في الإجازة الأسبوعية أو ماذا أكلت على العشاء. سيتغير الترحيب المعتاد من كيف الحال وشو الأخبار؟ إلى “ليش تعبان ..وليش مسافر؟” وكثيراً ما تراودني أسئلة مثلاً لماذا لا نستطيع أن نضع آلية سليمة في مسألة التعامل مع التكنولوجيا؟ لماذا ندخلها إلى تفاصيل حياتنا؟ ربما يكون الجواب هو هاجس لدى البعض في أن يكون تحت الضوء. أو رغبة للهروب من واقع التواصل الفعلي الفيزيائي النادر والبحث عما يرضيه، فأنت في هذا النوع من التواصل لا يمكنك أن ترى وجه الطرف الآخر، ولا تتعرف إلى ردات فعله من خلال تعابير وجهه، وبالتالي تأخذ ما يناسبك من حديثه. كثيرة هي التبريرات التي يمكن أن نطرحها، ولكن الأكيد أننا لا نريد من هذه التكنولوجيا أن تسلبنا حياتنا. فلا تزال في اللقاءات والزيارات مودة ولذة. ameena.awadh@admedia.ae