اسمعوا واقرأوا هذه الفتوى الخارجة من أفران دكاكين الفتاوى، وهي كثيرة وفي كل مكان من عالمنا العربي والمسلم، وتكاد أمثال هذه الفتاوى التي ابتلينا بها في زمننا أن تخنق المسلم الصالح، وتطيّر عقل اللبيب الرشيد، وتلهي المفكر العابد، وتغوي المسلم الجاهل المتواكل، ويتبعها عوام المسلمين غير المدركين، وأوردها هنا وكما جاءت بين قوسين، وسأتدخل في بعض الكلمات التي وردت في الفتوى والتي تمس الحياء العام والذوق الإنساني، فحتى الدين والعلم فيه حياء: “فتوى شرعية صادرة عن العلامة الداعية المباركة أم أنس وموجودة على موقعها الإلكتروني، ومعنونة بـ تنبيه إلى حرمة الكراسي وما أشبهها من مقاعد وأرائك، والله أكبر” وقد جاء في نص الفتوى : «إن من أخطر المفاسد التي بليت بها أمتنا العظيمة ما يسمى بالكرسي وما يشبهه من الكنبات وخلافها مما هو شر عظيم يخرج من الملة كما يخرج السهم من الرميّة» وتورد الداعية أم أنس وقفات لهذا التحريم:
أولاً: إن السلف الصالح وأوائل هذه الأمة وهم خير خلق الله كانوا يجلسون على الأرض ولم يستخدموا الكراسي ولم يجلسوا عليها، ولو فيها خير لفعله حبيبي وقرة قلبي وروح فؤادي المصطفى عليه الصلاة والسلام ومن تبعه بإحسان.
ثانياً: إن هذه الكراسي وما شابهها صناعة غربية، وفي استخدامها والإعجاب بها ما يوحي بالإعجاب بصانعها وهم الغرب، وهذا والعياذ بالله يهدم ركناً عظيماً من الإسلام وهو الولاء والبراء نسأل الله العافية، فالأمر جلل يا أمة الإسلام فكيف نرضى بالغرب ونعجب بهم وهم العدو.
ثالثاً: ما يجلبه الكرسي أو الأريكة من راحة تجعل الجالس يسترخي وتجعل المرأة (فاردة) رجليها- كلمة تخجل في الفتوى- وفي هذا مدعاة للفتنة والتبرج، فالمرأة بهذا العمل تمكن نفسها من الرجل لينكحها وقد يكون الرجل من الجن أو الإنس، والغالب أن الجن ينكحون النساء وهنّ على الكراسي، وكم من مرة شعرت المرأة بـ (الغريزة) -كلمات مخجلة في الفتوى- وذلك بعد جلوسها على الكرسي، ولكم من مرة وجدت المرأة ما (يريبها في نفسها) - خجلت أن أضع ما مكتوب في الفتوى، ووضعت كلمات تليق بالقراء- كما خبرت وكما حدثتني بذلك بعض الصالحات التائبات من الجلوس على الكراسي ، لذلك فالجلوس على الكرسي رذيلة و زنا لا شبهة فيه.
رابعاً: إن الجلوس على الأرض يذكّر المسلم بخالق الأرض وهو الله جلّ جلاله وهذا يزيد في التعبد والتهجد والإقرار بعظمته سبحانه.
وبتلك النقاط الأربع برّأت أم أنس نفسها، وقالت كلمتها، ونصحت الأمة، ولكن ما بال أم أنس لم تتحدث عن الكراسي الهزازة، والكراسي المحشوة بالماء والسوائل الزلالية، عسى أن ينفعنا الله بعلمها وفهمها وحكمتها!


amood8@yahoo.com