لن نسامحكم يا من اتخذتم قرار إقامة كأس الخليج في اليمن، فكيف امتلكتم الجرأة وكيف ستفسرون لنا ما اقترفتموه في حقنا وفي حق كل شعوب المنطقة عندما لم تقدموا لنا أسباب إصراركم على تنفيذ قراركم ولم توضحوا لنا أعذاركم وما اختزنته أفكاركم، واليوم عرفنا وشاهدنا بأم أعيننا واكتشفنا أننا كنا مخدوعين بكلام لا يمت للحقيقة بصلة وتعلمنا ألا نصدر أحكاماً مستعجلة، واليوم عرفنا السبب وحفظناه عن ظهر قلب عندما شاهدنا القادمين من صنعاء وتعز وأب ورأينا كيف تحولت هذه البطولة إلى وحدة أمة وفرحة شعب. قبل مجيئنا سمعنا وقرأنا عن الإرهاب وقد أرهبتمونا بترحابكم والابتسامة التي تغزو محياكم فلا تفارقكم وتبقى الصورة حائرة وتسكن في الذاكرة، شعب طيب ومحب ومضياف، وأينما حللنا أو ارتحلنا ونزلنا لا نجد سوى أهلاً وسهلاً بلغة العيون ورغبة عارمة في تقديم يد العون. وعندما سمعنا عن التفجيرات فلم يكذب الراوي فقد فجروا ينابيع الحب التي جرت منذ أن علموا بإقامة البطولة على أراضيهم وكان هدفهم هو حمل أشقائهم على كفوف الراحة، وفجروا كل طاقاتهم وجندوها لكي يثبتوا للجميع أنهم أهل لها وأنهم يستحقون الفرحة التي ستأتيهم مع قدوم أول فوج من ضيوفهم والترحيب بهم وتوفير سبل التيسير لهم. استوقفني أحد المواطنين اليمنيين ليسألني عن قدوم إسماعيل مطر وتأثر بشدة عندما علم أنه لن يحضر بسبب ارتباط الوحدة بالمشاركة في كأس العالم للأندية، ولما قلت له أن البطولة لو تم تأجيلها لحظيت بحضور جميع النجوم فأجاب بتلقائية وعفوية إنهم يخشون لو تم تأجيل البطولة ألا تعود إلى الأبد. هذا ما تعنيه البطولة لهم وهذا حرصهم على استقبال أشقائهم، ومثلما شاهدنا وشاهدتم في حفل الافتتاح فرحتهم ورغبتهم في التعبير عن ترحابهم والتزامهم، وبالأمس تحقق حلمهم واليوم يتواصل وفي الغد سنتفاءل أن تسهم هذه البطولة في تطوير كرة القدم والملاعب والبنية التحتية في اليمن ولعلها في المستقبل تصل إلى ما وصلت إليه في بقية دول شبه الجزيرة العربية. أما المرجفون والذين شككوا في قدرة اليمن على الاستضافة، فلا بد أنهم مختبئون يجرجرون أذيال الخيبة بعد أن خاب فألهم ولم يصدق ظنهم، فانكشفت أكاذيبهم، أما الحقيقة فهي أن كأس الخليج انطلقت في اليمن رغماً عنهم وهذا هو المهم. أخيراً لن نسامحكم فقد اكتشفنا بأنفسنا ما أذهلنا ورأينا الحقيقة بأم أعيننا، ولهذا لن نسامحكم ولكن إحقاقاً للحق شكراً لكم. ralzaabi@hotmail.com