قيام.. هذا الفريق يستحق الاحترام مليون سلام.. إنه فريق الأمل الذي فسر الأحلام هل رأيتم أبناءنا أمس؟.. هل قفزتم مثلي ألف مرة، وصرختم ألف مرة، وخشيتم أن تسقطوا، ولكنكم مثلي لم تغضبوا منهم بل أشفقتم، ولم تفقدوا الأمل فيهم، وإنما كلما اشتدت الظروف، كنتم ترون هذا الطيف بداخلكم يخبركم أنهم قادمون؟ هل رأيتم ما خلف الشاشة، وما لم تظهره كاميرا التصوير؟ .. أقصد هل قرأتم ما بين السطور، وهل أدركتم مثلي أن أزمة كرتنا الرياضية من قبل كانت فيما بين السطور، وأن هذا الفريق هو الذي تحمل على عاتقه فك طلاسم المعادلة التي أتعبتنا وأزعجتنا، وأقصد ما بين السطور، معانيها الحقيقية، بعد أن قضينا سنوات نكتب سدى، ونَصِفّ السطور، لكن دون أن تكتمل القصيدة أو حتى البيت، فجاء هذا الفريق البطل، فكان القصيدة، وكان كل الأبيات والبيوت. هذا الفريق، أكثر من كونه منتخباً.. إنه فارس، حل علينا في “ليلة قدر” لكنها قمرية.. وجاءنا ببشرى سارة، تواصلت معه منذ كأس الأمم الآسيوية ثم في كأس العالم بمصر، وفي خليجي 2 للمنتخبات الأولمبية، واليوم في الصين، ولكن في مرحلة جديدة، غير أن عنوانها الدائم هو هذا الجيل الذهبي الذي بات مصدر فرحة الكرة الإماراتية وسر سعادتها وتفاؤلها بالمستقبل. أمس، ومنتخبنا الأولمبي يلعب مع كوريا الجنوبية أو “شمشون” كما نطلق عليه، أشفقت لبعض الوقت على لاعبينا، والتمست لهم العذر مقدماً إن توقف بهم المطاف عند هذه المحطة، لكنهم أكثر منا قسوة على أنفسهم.. أكثر منا إنكاراً للذات.. هم لم يغيروا فقط في مفاهيم اللعب لدى اللاعبين، وإنما لدى الجماهير أيضاً، فمعهم الأماني ممكنة، ومعهم “اطلب وتدلل”، ولا تفقد ثقتك فيهم أبداً.. إنهم جيل التحدي والتحول والنصر. أما أحمد علي صاحب هدف السعادة، الذي أحيا الأمل فينا، ووأد أحلام شمشون، فهو لاعب قادر على صناعة الفارق، وأذكر أنه في بطولة كأس العالم بمصر مع منتخب الشباب، وبعد أن حل بديلاً لأحمد خليل، لم يتبرم ولم يضجر، وإنما خاض المهمة بقلب مفتوح ووجه بشوش، مؤكداً أنه جندي، سواء كان في الملعب أو على دكة البدلاء وأن ما يعنيه في المقام الأول هو المنتخب، وصالح الفريق. ويومها، وبعد أن بدأت البطولة، أثبت أحمد علي بالفعل أنه جندي حين دفع به مدربه مهدي علي في مباراة جنوب أفريقيا المتأزمة ليصنع الفارق ويسهم في التعادل الذي بدا بعيد المنال، كما لعب أحمد علي دوراً مهماً في منح منتخبنا بطاقة التأهل إلى دور الثمانية بعد أن نجح في صناعة الهدف الثاني للأبيض أمام فنزويلا لنعبر إلى دور الثمانية، وهكذا أحمد دوماً.. مفتاح النصر الأبيض، ولا ننسى دور الحارس الأمين علي خصيف الذي كان نجماً فوق العادة، حين تصدى لكل هجمات شمشون ببسالة، وذاد عن مرمى الأبيض حتى شعرنا بأنه سد منيع، وأنه هو الذي يمنح زملاءه القوة. والآن، وبعد أن صعد الأبطال لصراع الأبطال، لن أطالبهم بشيء، فهم أقدر منّا على تقييم الموقف، وهم مثلنا مغموسون بحب وطن يباهي بهم، ويبادلهم حباً بحب. كلمة أخيرة: أجمل شيء في الحياة أن يكون لديك حلم .. والأروع أن يتحقق. mohamed.albade@admedia.ae