شهدت دولة الإمارات، صباح أمس، بشكل عام نهاراً جميلاً استعدت له الأسر والأمهات والمربيات منذ بداية شعبان، في شرق الدولة وغربها وشمالها وجنوبها، للاحتفال بيوم يسعد به الكبار قبل الصغار والذي يذكرهم بماض جميل بكل تفاصيله الجميلة، ويتمنون أن يعود ولو ليوم واحد ليحملوا ذلك الكيس القماشي الذي جهزوه قبل عدة أيام من المناسبة، ليملؤوه في النهار الثاني بكل ما لذ وطاب من خليط المكسرات والحلوى المتنوعة، التي تملأ جعبة الطارق والذي كان سببه الاحتفال بـ”الحق الله” ليلة النصف من شعبان، ورغم تعددت مسمياتها يبقى الهدف واحداً وحلاوة واحدة والفكرة واحدة وهي استقبال شهر رمضان الكريم والعيش المبكر بأجوائه، ومنذ أيام بدأت الأمهات والأهالي بالخروج إلى الأسواق والجمعيات لشراء متطلبات المناسبة، وطلب الأكياس التي سيحملها الأطفال، والتي تسمى “الخراريط”، ومع إشراقة صباح النصف من شعبان تستعد الأمهات بتجهيز أبنائها للخروج تحت شمس يوليو للاحتفال بأجواء “الحق الله”، ولكن مع ضيوف جدد لم نعهدهم معنا في الماضي إنهن خادمات المنازل، اللاتي تكمن مهامهن بحمل الكيس عن الطفل لصغر سنه، وأرجع إلى الوراء وأقارن ذاك الماضي الجميل الذي عشناه ولم يكن هناك خادمة تحمل عنا الأكياس رغم ثقلها وامتلائها، وكان الأخ الأكبر هو من يعاون الصغير في حمل الكيس، رغم امتلائه وثقله. والجميل في ذاك الزمان أننا كنا نبدأ بالبيوت والمنازل التي تعطي دراهم مع الحلويات فيتسابق عليها الأطفال قبل نفادها، و”يا حظه” الطفل الذي يحصل خلال جولته في الحي على مبلغ أكثر من 15 درهماً، حيث يعود إلى أهله فرحا بالإنجاز الذي قام به، والأجمل أنه فور وصوله للمنزل بعد أن تغيب الشمس، يبدأ الطفل بإفراغ ما في جعبته وسط لمة الأب والأم والإخوة فيتشاركون جميعاً بأكل المكسرات والحلويات. أيام جميلة يصعب علينا مقارنتها بيومنا الحالي أيام كان لها مذاقها وعبقها الجميل، لم يكن فيها الاهتمام بالمظهر الخارجي أول أولويات الأم بقدر حلاوة الاحتفال بفرحة ذاك النهار، واليوم نرى الأم تهتم بكماليات المناسبة قبل أن توعي الطفل بحقيقة الاحتفال بهذه المناسبة وما تحمله من جماليات دينية واجتماعية. Maary191@hotmail.com