هناك من له أجر التأسيس وفضل الريادة، حيث يكون الاجتهاد في مساحة بكر، عليك أن تحرثها من الصفر، وهذا ما فعله الرواد من أبناء الوطن في المواقع التي اعتلوا فيها المناصب تكليفاً، لا تشريفاً، فأنجزوا ما قدروا عليه، وما سمحت به الظروف والإمكانيات وقتها، كانوا في مواقعهم تلك يجسدون الروح الوطنية التي تفعل من أجل التغيير والبناء وتشكيل النواة الأولى للمؤسسات، لذا كانت لفتة نبيلة أن يتم تكريم المغفور له الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان كأول واضع للبنات الأساس في الجهاز الشرطي والأمني وأول وزير للداخلية، والأمر ينساق إلى الرجل الفاضل والنبيل على الدوام محمد خليفة السويدي كسياسي ووطني لعب دوراً مفصلياً في نشوء الاتحاد تحت مظلة المؤسس والباني، طيّب الله ثراه، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، وكأول وزير للخارجية، ولا شك أن هناك قائمة جميلة رفعت معنى الشرف والعمل الوطني في وقت بعيد وظروف قاسية، منها المرحومان حمودة بن علي، وسيف غباش، وآخران هما محمد سعيد البادي، وعلي حميدان، وغيرهما، علينا أن نخلدهم لتتذكرهم الأجيال، ويكونوا قدوة حسنة لمن يبتغي الرتب العالية من المجد والعمل والتفاني الوطني.
ثم يأتي بعد دور المؤسسين، دور من يصنع الثورة في المؤسسة الوطنية، بحيث يعد وقته وزمانه وإنجازاته مفصلاً كبيراً ومهماً في التغيير والتطوير والتحديث، وهذا ما جسده علمياً وعملياً الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في الجهاز الشرطي ووزارة الداخلية، حتى أن شرطي الإمارات اليوم يختلف بكل المقاييس عن زملائه العرب، والخدمات التي تقدم من خلاله تختلف تماماً عما يحدث في بلدان كانت سبّاقة ورائدة في هذا المجال، وعلمتنا في وقت ما، إضافة لتعفف أجهزتنا عن الرياء الخدماتي، وعن استغلال النفوذ، وفرضية وجوب التعسف للأجهزة الأمنية ضد الناس وضد المخطئين حتى، والفضل يذكر لإصحابه، فلو لا وجود هذا القائد الشاب المثابر والمتابع والمؤمن بأهمية المؤسسة وتقويتها بالعلم والتقنية والتجارب الناجحة عند الآخرين، لترهلت الأمور، وفسدت بعض الأشياء، ولا سجلت الداخلية والشرطة إنجازات وإشادات عالية من الداخل والخارج.
والأمر سيان بالنسبة لوزارة الأشغال، كان يمكن أن تظل تمشي تتبع ظل الجدران القليلة التي تبنيها هنا وهناك، كان يمكن أن تبقى تستجدي ما يمكن أن يتوافر لها من إمكانيات لتقديم ما يمكن أن يقال عنه القليل الباقي، لولا أن تسلمها معالي الشيخ حمدان بن مبارك، ونفض عنها غبار السنين، فإذا بها قادرة أن تفعل الكثير، ويعرفها الكثير، وتقدم للناس الكثير.
شكراً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد والفريق الجميل العامل معه وبتوجيهاته، شكراً لبرنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي لأنه يدلنا على من يعمل باختلاف وتميز.


amood8@yahoo.com