ستكون المواجهة التي تجمع منتخبنا مع المنتخب العراقي في بداية مشوار الفريقين في كأس الخليج التي انطلقت أمس في اليمن، أشبه باختبار نوايا نستطيع بعده معرفة توجهات الأبيض في البطولة والمسار الذي سوف يسلكه، وهو الذي جاء إليها بتشكيلة تخلو من عناصر مهمة لظروف يعلمها الجميع جيداً. ولعلها المرة الأولى التي ندخل فيها أجواء الخليج دون أن نضع المنافسة في حساباتنا ولكننا بالتأكيد لن نلغيها تماماً، وكثيراً ما جاءت منتخبات إلى البطولة وهي منقوصة من أهم لاعبيها وتفاجئ الجميع فيما بعد لتصعد إلى منصات التتويج وتلعب أدواراً مهمة في مسار المنافسة. ومنذ وطأت أقدامنا أرض اليمن وحللنا ضيوفاً على عدن والناس هنا تسأل عن إسماعيل مطر، وهي التي كانت تطمح إلى حضوره كأحد أبرز نجوم الخليج والذي كان علامة فارقة في النسخة التي أقيمت في أبوظبي، وتصاب بخيبة الأمل عندما تعلم أنه لن يكون حاضراً، فيغيب مطر ومعه العديد من اللاعبين المؤثرين ولكن بالتأكيد لا ينتقص هذا من قيمة الأسماء الموجودة والقادرة على أن تبني لنفسها مجدها، وهي إذا ما أرادت ذلك فليس لها سوى كأس الخليج. ويخطئ البعض لو اعتقد أن منتخبنا قد تجرد من كل أسلحته ويشارك في هذه البطولة بغرض إنجاحها فقط، فحقيقة الأمر أن الأبيض سيكون متسلحاً بالعديد من العوامل التي قد تسهم في ترجيح كفته وأهمها الابتعاد عن ضغط البطولة وكلنا يعلم ما هي كأس الخليج وحجم الضغوطات التي ترافق مبارياتها على اعتبار أن كل مواجهة هي ديربي بحد ذاتها. كما أن تشكيلة منتخبنا والتي تضم 15 لاعباً يشاركون في كأس الخليج للمرة الأولى، تعتبر سلاحاً ونتمنى الحد الإيجابي منه على اعتبار أنها فرصة قد لا تتاح للكثيرين منهم لإثبات جدارتهم في ارتداء قميص المنتخب الوطني والتمسك بتلابيب الفرصة، فكل منهم في داخله طاقة كامنة قابلة للانفجار وتعطش حقيقي للصعود إلى عرش النجومية. يغيب اليوم إسماعيل مطر ويحضر كل من يريد أن يصل إلى مكانته ويحذو حذوه، وتتاح الفرصة لمجموعة جديدة لتحمل لواء الأبيض وآمال جماهير الإمارات، فلا نطلب منهم سوى أن يكونوا كما عهدناهم رجالاً في الملعب وأوفياء لتراب الوطن ويقدموا مستوياتهم الحقيقية التي عرفناهم بها، نريدهم أن يفاجئونا ويثبتوا بطلان حساباتنا، هذا ما نريده ولا نطلب أكثر، وإذا غاب اليوم من غاب وافتقدنا إسماعيل مطر يبقى الأبيض كما هو دائماً بمن حضر. ralzaabi@hotmail.com