يبدو أننا بتنا في كل بطولة كروية كبرى على موعد مع تقليعة خاصة، ليس لها علاقة بعالم الرياضة وقوة المنافسة التي باتت تسيطر عليها، لكنها تتخطاها إلى عالم الشعوذة والتوقعات التي تعتمد على استخدام الحيوانات! أعتقد أن معظمنا لا يزال يتذكر الأخطبوط بول، الذي ظهر السنة الماضية في مونديال جنوب أفريقيا، وكل الضجة الإعلامية التي رافقت توقعاته لنتائج المباريات، لدرجة أنه تحول إلى عنصر أساسي في تغطية وكالات الأنباء للمباريات، وكانت توقعاته للنتائج توضع جنباً إلى جنب مع تحليلات كبار المدربين والنجوم، وفي بعض الأحيان تتقدم عليهم. وكم حكيت حوله القصص والأخبار التي كانت كلها تصب في خانة الإشادة بتوقعاته الصحيحة للنتائج. وفي بطولة كوبا أميركا، التي تدور رحاها في الأرجنتين حالياً، لم تختلف الحال كثيراً عن ما حصل في المونديال، واستمرت سالفة اللجوء إلى الحيوانات في توقع نتائج المباريات، غير أن الأرجنتينيين لم يجدوا غير رمز الغباء الحمار ليقوم لهم بالمهمة. والحمار المستخدم في المهمة والذي بات يحصل على اهتمام وسائل الإعلام يدعى «أندرياس»، وقد ذاع صيته بعد أن توقع هبوط فريق ريفر بليت إلى الدرجة الثانية في الدوري الأرجنتيني، لكنه اكتسب شهرته الأكبر بعد أن توقع تعادل الأرجنتين في افتتاح بطولة كوبا أميركا أمام بوليفيا، وهي النتيجة التي لم تكن تدور في ذهن أحد كما يقول الخبر. وبصراحة الأخبار المنقولة عن سيد حمير الأرض في الوقت الراهن «أندرياس» لا تخلو من الطرافة، وتدفعك إلى الضحك، لكن بعد أن تذهب عنك الابتسامة وتفكر في ما وراء الخبر، تستغرب من أحوال بعض البشر، وكيف وصلت بهم الحال إلى اللجوء إلى حمار لكي يتوقع لهم النتائج. وليس ذلك وحسب، ولكن يشيدون بالحمار وبتوقعاته لنتائج المباريات، ويتوسمون فيه الذكاء لأنه عرف كيف يتوقع نتيجة مباراة الافتتاح بشكل صحيح، بينما فشل معظم البشر، ومسقطين من حساباتهم أنه لا يعرف لا الكرة ولا غيرها، لكن قدره قاده للأكل من «التبن» الموضوع في الوسط، وهو ما فسر على أنه يعني نتيجة التعادل. لا أعرف من أين تأتي هذه الأفكار الجهنمية، وكيف تخطر على بالهم الاستعانة بالحيوانات، لتقوم بمهمة التفكير بالنيابة عنهم، وكأنها تملك القدرة على التفكير من الأصل. الحمار «أندرياس» لو كان يملك القدرة على التفكير، ومرفوع عنه الحجاب لدرجة تمكنه من معرفة ماذا سيحصل في المستقبل، لانقلبت الأحوال رأسا على عقب، ولشاهدنا بطولة كوبا أميركا للحمير بدلاً من كوبا أميركا للبشر! سيف الشامسي | Saif.alshamsi@admedia.ae