هل تتفق هذه الثلاثية.. هل من الممكن أن تخرج الأمنيات من قلب الرعد والبرق.. هذا هول حالنا، وهكذا أرى الأبيض.. لا ينفصل عن الجو المحيط بنا.. شمس تشرق لساعات حتى تظن أنها لن تغيب، وسرعان ما تتوارى فاسحة المجال للبرق والرعد والمطر.. هكذا «أبيضنا» في قطر. كل الأجواء التي أحاطت بالفريق كانت أشبه بهذا الرعد وذاك المطر الذي يصاحبنا في الدوحة هذين اليومين، ولكنه لا يترك في النفس شيئاً من مفرداته وسماته، بل على العكس، ترى نفسك متفائلاً، حتى والحسبة على ما هي عليه، فقد بات موقفنا مستعصياً لدرجة أننا وحدنا لا نكفي أنفسنا، وإنما نحتاج عوناً من غيرنا الذي يحتاج هو الآخر عوناً من غيره. منذ أن حدث ما حدث أمام العراق، وأنا أشغل نفسي بحسبة التأهل، وكيف تكون، وهل من الممكن أن نفك طلاسم هذه المسألة المعقدة، فنحن بحاجة للفوز على إيران أولاً وبعدد من الأهداف، ونحتاج من كوريا الشمالية أن تعبر العراق ولكن بهدف واحد ليس أكثر، من أجل أن ترجح كفتنا عليهم، باختصار نحن نبحث عن مخرج وكاتب وممثلين ليخرجوا لنا المشهد الذي نريد وبذات التفاصيل لا أكثر ولا أقل. الحسابات والمنطق، تقول إننا قد نشطح بالخيال، ولكن متى كانت الحسابات ومتى كان المنطق هما الأساس، ولو كان الأمر كذلك، لما تعادلنا مع كوريا بعد أن غزوناها من كل جانب وأهدرنا الفرص وكأننا قد سجلنا عشرة أهداف، ولو كان الأمر كذلك، لما فاز العراق في دقيقة قاتلة، وبهدف من صناعتنا نحن. إذن المسألة كلها ليست حسابات أو منطق، وفيها ما فيها من الحظ الذي لا يزال ينحاز ضدنا وكأن بيننا وبينه «ثأر» أو ربما أنه يدخر لنا ما يدهشنا. مازلت كما كنت من قبل حزيناً على هذا الموقف الذي وضعنا أنفسنا فيه، وأحياناً تخونني الكلمات، في الوقت الذي تتزاحم المعاني برأسي لكني عاجز عن اصطياد إحداها، وإن اصطدتها نازعها شعور آخر، فأحال الأول للتقاعد وسيطر هو على رأسي.. أحيانا أمضي مع حسبة أغرق معها في التفاؤل وأقول مثلاً إن حاجة كوريا الشمالية للفوز لا تقل عنا، بل إنها عملياً ربما ترى مهمتها أسهل من مهمتنا، قياساً بأنها خسرت من إيران بهدف، والعراق أيضاً خسر من إيران بفارق هدف، ومن هنا فإن الحسابات تقول بتساوي الفريقين على أقل تقدير، كما أن كوريا اليوم ستكون مثلنا، ليس لديها ما تخسره، وستختزل في مباراتها الأخيرة كل ما أرادت أن تقدم في البطولة، وفي المقابل سنواجه إيران وهي في أريحية لا بأس بها بعد أن ضمنت التأهل، وأمضي مع الفكرة حتى تعلوني الابتسامة قبل أن أفيق على صوت رعد خارج النافذة، يتسلل هو الآخر إلى نافذة عقلي ويعيدني لأرض الواقع. أخيراً، تحية للنجم والفدائي سبيت خاطر والذي أصيب في رأسه أمام العراق، فقد علمت أنه وبالرغم من تألمه من الإصابة رفض الخروج من الملعب وفي اليوم التالي أصر على أن يتدرب مع إخوانه رغم أن طبيب الفريق منعه من ذلك، وهذا بحد ذاته يكفينا كمحبين ومشجعين للأبيض فالإصرار والروح في سبيل رفع راية الوطن هي أهم من أي شيء، والإنجاز إن لم يكن اليوم سيكون غداً. كلمة أخيرة ما يعنينا أن نفوز اليوم.. لن نقبل شيئاً سوى الفوز.. أما الحسابات فلنتركها جانباً، وربما حين نفعل ما علينا، يدرك الحظ كيف كان ضدنا ويعطينا وجهه ولو مرة واحدة.. مرة هي ما نريد.. هل تراها كثيرة؟ mohamed.albade@admedia.ae