المشهد كان مؤلماً وقاسياً على الكثير من الطلاب وأولياء أمورهم يوم أمس، وهم يتسلمون نتائج امتحانات الإعادة سواء لصفوف الثاني عشر أو حتى مراحل النقل العليا الأخرى. وذلك بعد أيام من عاصفة النتائج الإلكترونية وما جرى فيها، ودخول مسؤولي المناطق التعليمية إلى مقار أعمالهم تحت حماية الشرطة بعد الفوضى التي سيطرت على المشهد في تلك الساعات العصيبة. ومكمن الألم يوم أمس تبخر رهان الطلاب على نتائج الفصلين السابقين من العام الدراسي، والتي ذهبت أدراج الرياح لأن الوزارة ومجلس أبوظبي للتعليم قررا فجأة احتساب درجات الامتحان النهائي فقط. أما لماذا أخص المجلس، فلأنني أتحدث عن مشاهد ومتابعات في مدارس أبوظبي. ولأن التعاميم والاتصالات والأوامر العاجلة جاءت لمعالجة أوضاع عاجلة، تمثلت في ارتفاع نسب الرسوب. وبين يدي وثيقة استرشادية كتبت باللغتين العربية والإنجليزية للمدرسين والمدرسات حول طريقة احتساب الدرجات في تلك الصفوف، بحيث يكون الطالب راسباً في أحد المقررات إذا كانت درجاته أقل من 35% في امتحان إحدى المواد، أو كانت درجاته النهائية أقل من 50%. وفجأة ألغيت تلك الوثيقة الاسترشادية بعد ظهور نتائج أولية، حملت معدلات رسوب عالية. والوزارة عدلت بدورها من آلية احتساب درجة امتحان الإعادة الواردة في تعميم مايو الماضي، وذلك للطلبة في الصفوف من الأول إلى الثاني عشر. وبحسب تعميم تسلمه مدراء المدارس قبل يومين فقط، فإن “الطالب يكون ناجحاً في حالة حصوله على 50 درجة من أصل 100 في ورقة امتحان الإعادة بالنسبة للصفوف من الأول أساسي إلى الحادي عشر علمي وأدبي، وعدا ذلك يكون راسباً”. ويؤكد التعميم بأن “الطالب يعتبر ناجحاً في الصف الثاني عشر بفرعيه العلمي والأدبي إذا حصل على 60 درجة من أصل 100 في ورقة امتحان الإعادة. أي سوف تُرصد للطالب درجة امتحان الإعادة مباشرة كنتيجة نهائية للمادة التي يُمتحن فيها من دون الأخذ بعين الاعتبار درجاته خلال التقويم المستمر والامتحانات الفصلية”. وكان التعميم السابق للوزارة في مايو الماضي قد أجاز للطالب الاحتفاظ “بمجموع الدرجات المستحقة عن التقويم المستمر أو الامتحان في الفصول الدراسية الثلاثة”، على أن “تُحتسب درجة الطالب بعد امتحان الإعادة أو مؤجل الإعادة وفق برمجة حسابية موحدة في نظام التقويم والامتحانات”. وعندما نتحدث عما يجري من ارتجال في ميداننا التعليمي، يثير مثل هذا الحديث حساسية المعنيين بالأمر سواء في المجلس أو الوزارة، فماذا يريدوننا أن نسمي مثل هذا الأمر؟!. ولعلهم يتفقون معنا بأنهم لو كانوا أبلغوا الطلبة منذ البداية بأن ينسوا درجات الفصلين السابقين أو ما يسمي بالتقويم المستمر وفق نظام الفصول الثلاثة، وبأن درجة امتحان الإعادة هي الدرجة النهائية، فإنه من المؤكد أن طريقة استعدادهم للامتحان ستختلف. إن ما نعاني منه بالفعل هو غياب التعامل الشفاف والمسؤول مع الأمر، والاعتراف الشجاع بتحمل مسؤولية ما جرى، بدلاً من تقاذف المسؤولية بهذه الصورة التي ولدت دموعاً وآهات على إهدار الوقت والجهد والموارد. ali.alamodi@admedia.ae