على مر سنين مضت كان يطلق على طريق دبا مسافي، الشريان الرابط بين أقصى شمال الساحل الشرقي بالمنطقة الوسطى، طريق الموت، فالطريق الرابط بين مدينتي مسافي، ودبا، والذي يخدم أكثر من خمس عشرة قرية صغيرة تقع على امتداد هذا الشارع المتعرج والملتوي بين الجبال الشاهقة، الذي يأخذك لقمة جبل ثم يهبط بك لقاع الوادي ظل لسنوات من طريق واحد، ويستخدمه الكثير من شباب هذه المناطق النائية المتفرعة من الشارع، ممن يعملون في القوات المسلحة وغيرها من المؤسسات والهيئات والوزارات الحكومية بمختلف الإمارات وبشكل خاص في العاصمة، فهم يستخدمون هذا الطريق ذهاباً وإياباً كل أسبوع، كما أن الشارع يعتبر شريانا وخطا رئيسيا للشاحنات، لوجود العديد من المصانع والمحاجر على امتداد ذلك الشارع الذي بات مصدر فزع وهلع لكل من يجبر على استخدامه، فحتى العوائل التي تقصد تلك المناطق للتنزه والسياحة لم تسلم من الشارع ومفاجآته، فالعديد منها فجعت بأسرها بين الجبال الشاهقة والوديان الساحقة وتحت إطارات الشاحنات وراحت ضحية لأخطاء، ودفعت ثمن استخدامها لطريق الموت دون أن تعرفه، فقط لرغبتها بالتنقل والتعرف على مختلف مناطق الدولة. وقد يكون طريق الموت سجل أعلى نسبة وفيات بين مختلف الطرق في المنطقتين الشرقية والوسطى من الدولة، وانفرد بزهق أرواح الشباب، خاصة باعتبارهم الأكثر استخداماً له. وبالتأكيد لم تكن خطورة الطريق غائبة عن أحد، وظلت مطالب ساكني تلك المناطق تتمحور في تحسن الطريق وإضافة حارات إضافية، ووقف هدر الدماء على أسفلته الذي أكل الدهر عليه وشرب، ولكن المشكلة كانت في وعورة الطريق رغم قصر مسافته الجغرافية المحدودة، وقد جاءت مكرمة رئيس الدولة حفظه الله بإضافة حارة جديدة وتحويله إلى طريق مزدوج، ومع المكرمة تنفس أهالي المنطقة الصعداء، وأوقفت المكرمة نزيف الدماء وتحول من طريق الموت إلى طريق يفرح ويسعد كل من يستخدمه. ويوم أمس زادت لجنة متابعة تنفيذ مبادرات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، من بهجة السكان بترسية مشروع تنفيذ المرحلة الثالثة من طريق دبا - مسافي المخصص للشاحنات، وموافقتها خلال اجتماعها برئاسة أحمد جمعة الزعابي على الأمر التغييري الخاص بالمرحلة الثانية من مشروع طريق دبا مسافي بإنشاء طريق دائري مواز للطريق الحالي، ليكون إلزامياً للشاحنات العابرة، حيث لن يتجاوز مقدار الانحدار الأفقي في الشارع 5%، ليحقق انسيابية في حركة الشاحنات وسلامة قيادتها على هذا الطريق، الذي ظل مشكلة أمام الشاحنات، خاصة عندما تكون محملة، إذ تواجه صعوبة في صعودها ونزولها في بعض مناطق الطرق، مما يؤدي إلى عرقلة حركة السير، وتشكيل خطورة على المركبات، وعليه سيؤمن الطريق الجديد حلاً جذرياً لهذه المشكلة، وسيوفر الوقت والجهد على الشاحنات التي تضطر، لأن تسلك طرقاً بديلة أبعد بعشرة أضعاف الطريق بين مسافي ودبا. m.eisa@alittihad.ae