بالأمس القريب نهج فرع أبوظبي باتحاد كتاب الإمارات نهجا اتسم باللقاء الحميمي، جمع رواده الذين دأبوا على الحضور على امتداد الموسم، في لقاء كان يتسم بالإخلاص للمكان ونشاطه الثقافي، مما يعزز حلم الاستمرار، ويثري النشاط الذي لا يمكن أن يخفت لولا تغلغل الصيف، ولولا غفلة الإجازات وذوبان الحياة في حضرة الاسترخاء. فمنذ أمد والإيمان الراسخ بأن النشاط الثقافي بالاتحاد لا يتصل بمحطات، ولا يقترن بمناسبات ومواسم. فالصرح يتفاعل دائما برواده الذين يؤثرون الحضور، ويشكلون سمات منتظمة مع أنشطته المختلفة، وهم الذين يجددون رؤاه ويمدونه بالقدرة التي من شأنها أن لا يخفت ضوءه، قدرة حرة صفوها النظرة المطلعة والمنهجية المحفزة في خلق آماسي متزنة ومبتكرة فلا يرتخي بعدها، ولا يضمر مستوى الفعالية مهما قل الحضور الثقافي، ومهما تشكلت منتديات ثقافية جديدة، إلا ان اتحاد الكتاب يظل له طابعه الخاص. فمن خلال عامه الماثل استضاف كتابا مميزين سواء بأسمائهم أو بأفكارهم أو بكتبهم، لكن المرتكز الذي يبرر الاستضافة هو الإضافة الجديدة للكاتب، مساهمته الإبداعية. وهذا ما يجعل اتحاد الكتاب يستلهم التجارب المهمة من حيث إسقاط الضوء عليها، خصوصا في معارض الكتب بالإمارات. فهدف الفكرة هو أن يتعرف جمهور الثقافة على الحالات الإبداعية والفكرية الجديدة والمتجددة سواء على الساحة المحلية أو العربية، في إطار من التنوع ما يمد الصوت الإماراتي بالتوهج. وقد أثمر هذا النشاط عن مد جسور نحو وهج الخليج العربي بإبداعات وإضافاته، من السعودية إلى البحرين والكويت وقطر. فاستضاف اتحاد الكتاب فرع أبوظبي تلك التجارب الإبداعية الأدبية المهمة، خصوصا الشابة منها، التي وجدت فرصتها للدخول إلى الساحة الإماراتية للمرة الأولى. وكلل اتحاد الكتاب موسمه باستضافات عربية، حضر من خلالها لبنان وحين يحضر لبنان لاشك تحضر معه شريحة كبيرة من الشأن الثقافي، فكان آخرها ذلك التوهج الجميل للشاعر طليع حمدان. ولا يكتفي الاتحاد بذلك التجلي وإنما يؤسس لمنظومة تسهّل التواصل مع شريحة الرواد، من خلال جلسات ثقافية ذات رؤية، يتحدث خلالها الحضور بغية تشخيص النجاحات والإخفاقات، وتحديد المسار باقتراحات تنسجم مع الرؤية العامة للاتحاد. ومن خلال المساحة الحرة تعتني جماعة الأدب بشريحة جميلة من الأدباء والكتاب، شريحة تتآلف من خلال أنشطة منسجمة بعيدة عن اللقاءات ذات الطابع المعتاد، ما يغني النقاش والتعقيب المتلازم عند قراءة النصوص المقدمة. لم تكن، مثل تلك النشاطات، مجرد لقاءات او وقفات عابرة بل هي أقرب الى الفضاءات، يسترسل خلالها رواد المكان في التعبير عن رؤاهم، بما يخلق حالة من الدفء في إطار هذه المساحة التي تأصل حضورها بعيدا عن متاهات الغربة، وساهم في توليد خصوصية معرفية وثقافية ضمن مؤثرات إبداعية تخلقها لقاءات جماعة الأدب.