اليوم تنطلق كأس الخليج لكرة القدم هذه البطولة الأم التي علمتنا ولا زلنا نتعلم فمنها وفيها عرفنا وأحببنا كرة القدم، اليوم يبدأ عرس الشباب الخليجي ويلتقي الأشقاء في منافسة كروية لها طعم خاص ومذاق مختلف، هي كأس الخليج بطولة لا تشبه غيرها من البطولات، ولا يوجد لها مثيل على سطح الكرة الأرضية والمنافسة خارج الملعب لا تقل سخونة عن تلك المباريات الخمس عشرة والتي سنعرف في نهايتها بطل الخليج. قالوا عنها إنها ودية أو غير معترف بها من الفيفا ومع ذلك نحبها ولا شأن لنا بما يقوله جوزيف بلاتر عنها، وبالنسبة لشعوب المنطقة هي الأصل ومنها شهدت الكرة الخليجية هذه الثورة على صعيد المنشآت فباتت تملك أجمل الملاعب كما أنها أسهمت في تطوير المستويات الفنية فوصلت أربعة منتخبات خليجية إلى كأس العالم. اليوم تبدأ البطولة السعيدة وتكتشف أرضاً جديدة في عدن واليمن السعيدة، واعتباراً من اليوم ولمدة 15 يوماً ستكون شعوب الخليج في ضيافة الجود والكرم، ومنبع أصول العرب وفي عدن حيث يتعانق الجبل مع البحر فيكونان لوحة فنية رائعة، وهي التي قيل أن التاريخ ولد وتربى في حجرها، وها هي تضيف إلى صفحاتها تاريخاً جديداً، فتحتضن عدن اليوم شعوب الخليج وتمد لهم يد المحبة، فاليوم هو يوم عدن هو يوم الوطن، إنه يوم اليمن. اليوم تبدأ المساجلات وزحمة التصريحات، ولكي تبدأ نجوميتك من الطريق الصحيح فلابد أن تكون من دورة الخليج سواء كنت لاعباً أو إدارياً أو حتى إعلامياً، فلا وقت للراحة وطوال أيام البطولة ستتحول عدن إلى ورشة عمل كبيرة فالكل يبحث عن معلومة مثيرة أو قصة قصيرة أو قصاصة صغيرة، ويمكننا القول إن كأس الخليج هي فكرة خرجت من رأس أمير الشعر الخليجي لتتحول إلى قصيدة حب أبياتها فرحة أمة ووحدة شعب. اليوم هو يوم الخليج ولقاء آخر يجمعنا لكي نلتقي بأشقائنا وأحبتنا، اليوم الجميع فائز حتى لو خسرنا على أرض الملعب، حتى لو اختلفنا حول طاولة الاجتماعات ولو خرجت التصريحات حانقة والكلمات مختنقة بسبب قرار تحكيمي خاطئ أو خروج عن النص لحماس زائد، فلو انتابتنا في لحظة فورة من الغضب فهي تبدأ صغيرة وتكبر شيئاً فشيئاً وفي النهاية تتحول إلى سحابة من الحب. أخيراً: كأس الخليج لا تشبه غيرها فهي نوعية ومتميزة وفريدة واليوم تحط الرحال في أرض جديدة، في عدن التاريخ من اليمن السعيدة. ralzaabi@hotmail.com