قبل اثني عشر عاماً فتحت جامعة زايد أبوابها لاستقبال الطالبات في أبوظبي، وكانت انطلاقتها من العاصمة نواةً لتكوين جامعة عالمية بكل المواصفات والمقاييس والمعايير، وكان هدف إدارتها واضحاً للعيان، وهو جعل الجامعة الوليدة حديثة العهد، منارةً للعلم والمعرفة، وجامعةً عالميةً من خلال تنوّع وجودة برامجها وموادها العلمية وما تطرحه وتقدمه من دراسات وأبحاث وأنشطة منوعة، ونموذجاً يحتذى به في خدمة المجتمع، ورغم صعوبة المهمة قطعت جامعة زايد شوطاً كبيراً، بل ونجحت في تحقيق أهدافها، وحجزت لنفسها مكانة عالمية، وباتت اليوم صرحاً علمياً يشار إليه بالبنان، ولم يكن ليتحقق ذلك النجاح، لولا الجهود المخلصة التي بذلها القائمون على هذا الصرح العلمي المميز، خلال فترة وجيزة من الزمن، تعد قصيرة جداً، وقياسية في تاريخ الجامعات، وذلك بفضل الدعم الكبير الذي يوليه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للجامعة بشكل خاص، ولتطوير ودعم التعليم بالدولة بشكل عام، انطلاقاً من إيمانه المطلق بأهمية وجدوى الاستثمار في التعليم وأهمية بناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة لقيادة دفة مؤسسات ومختلف قطاعات الدولة، الحكومية منها والخاصة، فكانت رؤية الإمارات واضحة بأهمية وجدوى الاهتمام بالتعليم والعلم، وترجمتها الحكومة برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء، للنهوض بالتعليم وترجمة الأهداف السامية التي رسمها رئيس الدولة، وبلورة الجهود كافة، للوصول للهدف المنشود، وهو جعل دولة الإمارات مركزاً رئيسياً ومحورياً على المستوى العالمي في الاقتصاد والطاقة والتعليم والثقافة الرياضة والفنون والسياحة والبيئة، وغيرها من القطاعات الحيوية، والعمل على أن تواكب القطاعات كافة، النهضة الشاملة التي تعيشها الدولة.
كما كان لدعم ورعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لجامعة زايد الفضل الأكبر في ما وصلت إليه، وما توجيهات سموه بتشييد حرم جامعي جديد للجامعة إلا ترجمة فعلية للدعم الكبير الذي تحظى به الجامعة وتطوير التعليم بشكل خاص بالعاصمة، وسيكون الحرم الجديد مفخرة لكل منتسب لهذا الصرح العلمي العملاق، خاصة بعد تدشين الحرم الجديد العام المقبل، الذي بلغت كلفته حوالي 3 مليارات و 700 مليون درهم، ويستقطب 6 آلاف طالب وطالبة، ويمثل أحدث ما توصلت إليه العمارة العالمية في تشييد المؤسسات التعليمية، بما يضمه من مرافق علمية وتطبيقية وفق أرقى المعايير العالمية، ومكتبة ستكون الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، وقاعات دراسية ومسارح ومجمعات رياضية متطورة، ومختبرات بحثية ليواكب الحرم الجديد الطفرة التي تعيشها الجامعة التي بدأت بالعاصمة بقبول الطالبات فقط، و بعد سنوات قلائل فتحت فرعها الأول بدبي، واحتفلت مؤخراً بقبول الدفعة الأولى من الطلبة المواطنين وكذلك الوافدين، وهي خطوات عملاقة تحسب للجامعة التي تسير بخطى واثقة نحو التميز والإبداع، ليرتفع عدد طلبتها هذا العام إلى 6315 طالباً وطالبة.
وبالفعل كل مدينة عظيمة لابد لها من جامعة عظيمة.


m.eisa@alittihad.ae