1800 حاج من الإمارات عالقون في مطار جدة، والسبب كما سمعنا تأخر الطائرات، وعدم انتظام الرحلات المغادرة إلى الإمارات، وعلينا لكي نفهم المشكلة أن نوضح التالي: الحجاج مفترض أن برنامجهم مجدول بالساعة والدقيقة قبل شهر على الأقل، وهنا لا داع للربكة وانتظار وتكدس البشر وتغيير مواعيدهم ومواعيد لقاء أهلهم، خاصة أنهم متعبون من أداء فريضة فيها جهد وعناء، الطائرات المتسببة في هذه الربكة إما ناقل وطني، يمكن أن يحاسب ويدفع عن الضرر الذي سببه للمسافرين بكل شفافية أو نقول: والله أن هذه الطائرات خاصة وتابعة للمملكة العربية السعودية أو مستأجرة من البرازيل وباكستان لحساب مقاولي الحج، ولا ندع الأمور عائمة هكذا، إذا كان هناك خطأ وارد من بعض مقاولي الحج، فعلى الجهة المسؤولة اتخاذ ما تراه مناسباً، تبرئة لنفسها ورد حقوق الآخرين، وإذا كانت الربكة مصدرها مطار جدة والضغط العالي عليه، فعلينا أن نجلي الأمور لتكون واضحة، هؤلاء 1800 حاج، وليس 10 حجاج لم يجدوا لهم مكاناً على الطائرة المغادرة، وأكثرهم كبار في السن ونساء!
- الدخول لأفغانستان ليس كالخروج منها، هذا ما أوحته لي قمة قادة الحلف الأطلسي المجتمعة في لشبونة البرتغالية، والتي صادقت على استراتيجية للخروج من أفغانستان تسعى لنقل تدريجي للمسؤولية الأمنية إلى الجيش الأفغاني بحلول 2014، على أن تبدأ هذه العملية صيف 2011، ولا أدري كيف ستقتنص إيران مكاناً لها بعد هذا الخروج، خاصة أن الرئيس الأفغاني أعترف بأن أموالاً خضراء وزرقاء توصله في صرّة من إيران باستمرار، ويعرف مصدرها والهدف منها!
- غيّب الموت في أسبوع واحد اثنين من الوطنيين المغاربة والمناضلين من أجل تكريس العمل الوطني، وبناء مجتمع المؤسسات، وإرساء الديمقراطية في المغرب، الكاتب والناقد إدموند عمران المالح، والسياسي أبراهام السرفاتي، وكلاهما من يهود المغاربة، لكنهما ضربا مثلاً للمواطنة الحقة، فالدين لله والوطن للجميع، فقد رفضا الإغراءات الإسرائيلية بالجنسية، ورفضا المال اليهودي من الجمعيات العالمية، على الرغم من شظف العيش الذي عاشاه في المغرب والسجن والنفي، لكنهما رفضا المال مقابل المبدأ، وعادا الصهيونية، ودافعا عن القضية الفلسطينية، السرفاتي قضى 17 سنة رهين السجن حتى أصابه الشلل، ثم أطلق سراحه عام 1991 بأمر من الملك الحسن الثاني، والذي نفاه إلى فرنسا، ولم يعد إلى المغرب إلا بأمر من الملك محمد السادس عام 1999 على كرسي متحرك ليموت في مراكش، أما أدموند المالح فقد ولد في مدينة آسفي سنة 1917 من عائلة كانت تقيم في مدينة الصويرة، أصوله أمازيغية من آيت عمران في الأطلس، له أعمال روائية ودراسات نقدية وفنية، توفي في الرباط، ووصى أن يدفن في الصويرة بلدة أهله وعائلته! ?

ناصر الظاهري | amood8@yahoo.com