دعم مصر هو دعم للتاريخ، ورفد للحضارة، وتعزيز للعلاقة الاستراتيجية، وتكريس لواقع مصر كما هو موجود في التضاريس العربية، وفوق كل ذلك حرص الإمارات العزيزة على عزة العرب والإنسانية جمعاء لأننا نعيش في بلد تأسس على أحلام الوفاء، وأمنيات التواصل مع الآخر، تواصلاً يحسب على الواقع وليس شعاراً يمشي كتيارات البحر.. الإمارات تقف مع مصر ومع كل محبي السلام في العالم، لأنها رسمت جغرافيتها منذ البدء على أسس السلام والوئام والاحترام، ونبذ الفرقة ودحر الحرقة، واعتماد الحب وسيلة قصوى لترسيخ أواصر الألفة وعدم الكلفة والولوج في علاقات إنسانية قبل السياسة والاقتصاد، معززة بإسعاد الآخرين وإدخال الفرحة في قلوبهم وتأثيث مشاعرهم بالأمن والاطمئنان والاستقرار لأن بلادنا على يقين من أن التطور وليد الاستقرار، وأماني الشعوب لا يحققها إلا الأمن الاجتماعي وإحساس الإنسان بأنه مطمئن قرير العين على أرضه وتحت سماء بلاده. نرى ذلك وما يجيش في القلوب مطبوع على الوجوه بإشراقتها المضيئة وبهائها الوضاء، نرى ذلك من خلال هذه الحميمية اليافعة المتربعة على عرش الأفئدة النافذة من الصدور، نرى ذلك من خلال هذا الرفد اللامتناهي لكل بقعة في العالم تشتكي من ضيم، أو تئن من ظلم، أو تستنجد من فاقة، أو تستغيث من كرب، نرى ذلك وسفن الإمارات محملة بلباس الخير، وغيث الحياة وغوث النجاة، وقوافلها تجوب قارات العالم، مبشرة مستبشرة مباشرة فعلها بنفوس رضية، وقلوب ندية، وعقول لا تتجه بوصلتها إلا باتجاه تضميد الجروح، وإشفاء القروح، ورفع الصروح بأمنيات دائماً مرفوعة بأن يبقى عالمنا سليماً مسالماً لا عدواً يتجبر ولا صديقاً يغدر، ولا شقيقاً يسجر ولا شيء غير المساهمة في إعمار العالم، والتقاسم معه رغيف الحياة، ليهنأ البشر أجمعون بلقمة عيش كريمة وكرامة سليمة من الغش والإغواء، وحياة حليمة رحيمة تلم الناس جميعاً في كنف الدفء وأحلام الورد والسعد. هذه الإمارات عندما يقول الآخرون مدد، فإن المدد من أيدٍ سخية، يمتد بامتداد التضاريس الإنسانية ويتعدد ولا يتبدد لأن أصالة الثقافة تجعل من الهبات وثبات لا عائق لها، ولا بارق، بل هي وثبة الفرسان وهبة الشجعان ووقفة الرجال الأفذاذ في ساعة المحن، وصمود الذين يفرشون المبادئ قيماً عالية وشيماً سارية، لا يراها إلا المخلصون، الصادقون المؤمنون بالمبادئ السامية، من بني البشر. هذه هي الإمارات، لم تقع يوماً في الخيارات ولا التيارات، بل هي الخط الرفيع في التاريخ والنقطة في آخر السطر التي يتوقف عندها ظن كل من يمتري، وحقد كل من يفتري، وهراء كل من يشتري المبادئ بشعارات أرخص من التراب اليباب.. هذه هي الإمارات، حباها الله بالخير، وميزها على غيرها بالكرم، فتفردت بأجمل ما يكسو الإنسان من خصال. علي أبو الريش | marafea@emi.ae