بدأ العد التنازلي للعرس الانتخابي الإماراتي لاختيار نصف أعضاء المجلس الوطني للدورة الجديدة، بالإعلان عن اعتماد قوائم الهيئات الانتخابية، لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي لعام 2011، والتي ضمت مائة وتسعاً وعشرين ألفاً، ومئتين وأربعاً وسبعين مواطناً، يمثلون الهيئات الانتخابية لإمارات الدولة السبع، ووفقاً للجدول الزمني لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، تبدأ عملية الترشح لعضوية المجلس خلال الفترة من الرابع عشر إلى السابع عشر من شهر أغسطس المقبل. المتتبّع لمسيرة المشاركة السياسية في الدولة يلحظ أنها بدأت منذ التأسيس عام 1971 على يد الوالد المؤسس الشيخ زايد رحمه الله، تترسّخ وتتوطّد اليوم، وكان، رحمه الله، يؤمن بمبدأ الشورى وكان مجلسه ومجالس الحكام برلمانات مفتوحة لمناقشة وتداول أمور الوطن والمواطن، وهي اليوم على يد قائد المسيرة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تزداد رسوخاً، ونجد هذا التقليد مستمراً ومتواصلاً، ولا توجد حجب أو جدر بين القيادة والشعب، ولهذا نجد هذا التلاحم والتناغم الفريد بين الطرفين، القيادة تعبر عن ضمير الشعب، وتسبق طموحاته برؤاها البعيدة، والشعب يؤكد على الدوام وكل يوم ولاءه وتلاحمه مع قيادته الرشيدة لتعزيز المكاسب الاتحادية التي تحققت للوطن والمواطن على مدى أكثر من أربعة عقود مضت، وضعت الإمارات في مقدمة الدولة الحضارية التي تعمل على ترسيخ أسس العدل والمساواة والازدهار والرفاهية والرخاء للمواطن، وتحتل مكانة متقدمة في سياستها الدولية على الخريطة العالمية، لمواقفها النابعة في الأساس من سياستها الداخلية التي تخدم مبادئ العدل والمساواة والإخاء، وعدم التدخل في شؤون الغير، وإقرار مبادئ الأمن والسلم الدوليين. معادلة قلما نجدها في هذا الخضم المتلاطم من الأمواج، الذي نراه حولنا اليوم، إقليمياً، أو خارجياً على الصعيد العالمي، فهذه السياسة الرشيدة الحكيمة جنّبت دولتنا الكثير من الأمواج العاتية والعواصف القاصفة، فحملتنا قيادتنا الرشيدة برؤاها البعيدة الثاقبة وسياستها المتدرجة إلى بر الأمان، حتى أضحت بلادنا مثلاً في التنمية والعطاء والرخاء، ونموذجاً يحتذى به في دعم الأمن والسلام، والانفتاح. بالتأكيد هذه التجربة الانتخابية وبهذا الزخم الوطني ستضيف مزيداً من الإنجازات لدولتنا الفتية، وستجعل منها أكثر منعة ومناعة، وأكثر أمناً وازدهاراً واستقراراً، وفقاً لرؤية القيادة الحكيمة التي أعلنت مرحلة التمكين منذ أكثر من ست سنوات مضت، في كل يوم نقطف ثمار التمكين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي دون حرق للمراحل، ودون القفز عن الثوابت لإنشاء أجيال متسلحة بالوعي والولاء والانتماء للوطن وقيادته حفظها لله. الدورة الجديدة للمجلس الوطني الاتحادي تحقق وثبة جديدة للعمل البرلماني في الدولة، وتضع المواطن أمام مسؤولياته لترسيخ حياة سياسية ثرية بالكفاءات الوطنية الواعدة التي تضع دائماً وأبداً مصلحة الوطن، وإعلاء شأنه في مقدمة أولوياتها. m.eisa@alittihad.ae