اختارت ولم تحسن الاختيار، ولكنها اختارت. لا تريد أن تتزوج من رجل على كرسي متحرك، لا تريد أن يأسرها هذا الكرسي لا يهمها من هو؟ أو كيف يفكر؟ كل ما كان يدور في ذهنها تعليق صديقتها وبرستيجها الذي لا يقبل إلا بإنسان “كامل الأوصاف”. رفضته بدون سبب مقنع وقبلت بآخر في نظرها فارس الأحلام. تفاجأت بعد مرور أسبوع فقط أن زوجها “كامل الأوصاف” هذا، ليس إلا معاقاً فعلياً. معاق بأسلوبه وطريقة تفكيره ومعاملته معها. ندمت عندما علمت بأن الآخر الذي رفضته ينعم بحياته الأسرية المستقرة. أرادها واجهة اجتماعية يتباهى بها جميلة، ومطيعة، وربة منزل، ومؤهلها التعليمي متوسط. عاش حياته الأسرية مثلما ما أراد امرأة للمنزل وواجباته. إلا أنه لم يكن سعيداً. هذه المرأة ليست كمن عرف من قبل أو بعد الزواج. لا طموح، لم تجادله مرة في حقها بالتعليم كل ما يهمها المنزل واللبس والسفر. أغمض عينيه يفكر أليست هذه اختياره، ألم يتخلى عن المرأة التي انجذب لها من أجل هذه الزوجة الجميلة، لم يعجبه في تلك استقلالها ولم يعجبه تفكيرها المثقف تركها لأنها ليست الزوجة المناسبة. هذه الزوجة لا تفهمه ولا يستطيع أن يتحدث معها إلا في أمور المنزل والأبناء لا يزال يشعر بفراغ في حياته. في الماضي هرب من نقصه واليوم هو يشعر بهذا النقص. اختاره صديق أو قدرت صداقتهما. في العمل عرفه ومن أجل المنصب تركه. ترك صديقه عندما أدرك أنه يفوقه في العمل والمهارات. تركه لأنه الأجدر بمنصبه تركه لأنه لم يعد صديقه بمجرد أن لمع نجمه. وتحجج بفارق العمر بينهما بعد سبع سنوات من الصداقة. تركه لأنه يريد أن يخطئ بسلام ويخالف ضميره ولا يمكنه ذلك لأنه يرى من يذكره بشعاراته الواهية لذا قرر لوحده أن ينهي صداقته ليستمتع بنجاحه! إلا أنه لم يذق طعم النجاح. اختار أن يدرس ما هو متاح وسهل المنال. تخرج ولم يجد الحياة سهلة،ندم على اختياراته إلى أن الفرصة لم تنتهي. أعاد التفكير وقرر خوض ما يناسب عمله ولم يكتف بالخبرات التي تلقاها، اختار أن يصقل العمل بالعلم ليكون جديرا بما يصبو إليه. وبدأ من جديد. اختياراتنا جزء مما هو مقدر لنا. نحن يمكن أن نجعل من حياتنا وحياة من حولنا جميلة إذا دققنا وفكرنا جيدا في كل خطوة نقدم عليها وكل اختيار مصيري نتخذه. العلاقات الإنسانية والاختيار فيها ليس مقصورا على فرد. والنكن على يقين بأن أجمل اختيار هو ذلك الذي يكون بعيداً عن العمليات الحسابية والمصالح الشخصية لأن العلاقات الإنسانية مبنية على قيم نبيلة.. لنرتق باختياراتنا. ameena.awadh@admedia.ae