«يحدث في المول» لم يكن سوى قليل من كثير، مشاهدات متفرجة جلست على كرسي لتتابع بعض ما يحصل هناك، حين قامت من على الكرسي، ومشت في الرواق، تحركت الصورة وكبرت المسرحية لتصبح «ثري دي»: -شلة مراهقين، أعمارهم لم تتجاوز العشرين، يرتدون كنادير «كرتونية» وخطواتهم متسارعة، يلاحقون فتاة وأمها المكتسيتين بالسواد، نظراتهم تبحث عن وجه الفتاة من خلف «الغشوة» وأصواتهم ترتفع بأرقام تتبعثر على المارة. -ثلاثينية، تبدو كمن ارتدت قناعاً، في وجهها خمس عمليات تجميل ما بين شد وجذب ونفخ، تمشي بتكسر واضح ويرتفع صوتها بضحكة ماجنة، بينما تبحث يدها في حقيبة امتلأت بخمسة هواتف نقالة. - رجل جاء مع زوجته التي تمشي بجواره منقبة، عيناها كحيلتان بعدسات، عباءتها كلوحة فنان.. ألف لون وألف رسم، حقيبتها ذات سلاسل متدلية، عطرها يشمه من يمشي على نطاق عشرين متراً، أتساءل: لم تغطي وجهها يا ترى؟! - فتاتان تحاولان الحصول على تخفيض، تمازحان بائعاً يضع كحلاً ومرطب شفاة لامعاً، تحكيان له قصة حياتهما، وإحداهما تقول له: أريد «سكارف» على ذوقك على المرة! - شباب يحاولون لفت انتباه جوقة فتيات ضحوكات أمام شباك السينما، أحدهم يهمس لصديقه عن واحدة أعجبته كثيراً، تراهما الفتاة وتسرع مندسة في دورة المياه، تلحقها الفتيات، تقول لهن: يا ويلي هذا أخوية أخاف يشوفني! -عربيات فهمن من الحجاب أنه تغطية الشعر فقط، يرتدين كل ما يمكن أن يلتصق بالجسد من ملابس، وتتدلى من أآذانهن أقراط كبيرة، يمشين بسرعة ويضحكن ساخرات، بينما تلاحقهم أعين الباعة ومتسكعي المولات. - آسيويون جاءوا بملابس العمل، تفوح منهم روائح كريهة يقفون أمام مدخل دورة مياه النساء، ويتبادلون الأغاني بالبلوتوث بينما تلاحق عيونهم الداخلات والخارجات. - شباب جاءوا ليتمشوا في مواقف المول، يدورون بسياراتهم الفارهة وكأنهم في استعراض خاص، ينزلون النوافذ لتبدو عيونهم فقط بينما أصواتهم «ترقم» أي فتاة تمشي في «الباركن». - رجل يصرخ في وجه زوجته أمام المحل، غاضباً لأنها أنفقت 500 درهم لشراء ملابس أطفال، صوته عال، يجذب رجال الأمن، والشبان ذوي الفزعة، والمتطفلين. - أجنبي يستتر أكثر عن رفيقته، اكتسى زنده بالوشم، يضع «قرطاً» ورفيقته ترتدي «شورت» يغطي أعلى الفخذ وقميصا يظهر «سرة» مثقوبة، يتجولان شبه متحاضنين، وطفل صغير ينظر إليهما مستغرباً يقول لوالده: أبويه هذا ريال ولابس حلق؟!