حديث الاثنين الماضي كان عن الشبان الممعنين جدا في صداقة أصدقائهم إلى درجة أن يجعلوا هؤلاء الأصدقاء المحرك الأساسي لتصرفاتهم الحياتية عامة والزوجية خاصة. اليوم سيكون الحديث عن الفتيات المنضمات لنفس الفئة، « صديقة صديقاتها الصدوقة» ، هذا النوع من الفتيات تربين في بيوت عادية على أيدي أمهات طيبات، تظهر عليهن أمارات الانقياد للصديقات منذ المدرسة، يجلسن في آخر الباص مع الطالبات المزعجات، وفي آخر الصف مع الكسولات، مستواهن الدراسي جيد، لكنهن « ذكيات دراسة ، غبيات حياة». في الكلية تتضح مسألة انقيادهن للصديقات، تبدأ سلسلة الطلبات من الأهل بالملابس ولا تنتهي بالسيارة، يملكن قدرة عجيبة على الاستماع لنصائح صديقاتهن الفاسدات، ويستطعن تأليف كتب عن « أساليب التنصل من الدراسة والتجول في المولات» ، لا تردعهن بطاقة الكلية ولا غضبة الأخ الحانق عن الهروب إلى السينما أو ارتداء « الليقنيز». يستطعن إيجاد وظيفة بسرعة خارقة معتمدات على علاقات صديقاتهن « العامة» وبنفس السرعة يشترين سيارة فارهة ويقسمن الراتب إلى ثلاثة أثلاث واحد لشراء حقيبة «ماركة» والآخر» لقسط السيارة» والثالث « للعباءات الغالية»! صديقة صديقاتها الصدوقة، لا تستطيع تقرير أمر ولا التفكير بمشكلة دون « الاستعانة بصديقة»، عذابها الأكبر أن ينقطع خط الهاتف، أو أن تفصل خدمة الانترنت. تنظر للجمال على أنه مساحيق تدهن الوجه، كلما ازدادت عددا ولونا ازداد جمالهن، وتنظر للأناقة بأنها «ماركة» تعلقها على الكتف وترتديها على المعصم وتضعها عباءة زاهية الألوان كثيرة» الخلاقين». صديقة صديقاتها الصدوقة تنظر للزواج على أنه كوشة غالية وفستان أبيض براق و«دي جي» لترقص الصديقات، وتنتظر الزواج من مارد الفانوس السحري الذي يدور بها حول العالم سفرا، ويبني لها فيلا رحبة باسمها، ويهديها سيارة مع كل ولادة. ترى الزوج متمما ضروريا للماركات التي ترتديها، تتباهى فيه أمام صديقاتها، وتتجول شابكة يدها بيده، وحين يطلب منها طلبا تخرج لها سبعة ألسن لترد عليه! وباتصال صغير لمشاورة الشلة، تنهال النصائح عليها « اخلعيه، هذا موب كفو، حاطنج ف سجن، شو تبين به « نصائح من فتيات حياتهن للريح تحركها سريعا لتهدم حياة أسرتها بسهولة، خاصة وأنهن جميعا سيرشدنها على « محامي المطلقات» الذي يعرف جيدا كيف يجعل من الزوج ظالما ومنها مظلومة مكسورة . هذه الفئة التي شاعت يهرب منها العقلاء، فلا الزوج يستطيع الحياة معها طويلا، ولا الأم تحتمل أن يرتفع ضغطها كل مساء بسببها، ولا المدير في العمل يتحمل أسلوبها المستفز. تعود هذه الفئة لطبيعتها بواحد من إثنين، إما زوج عاقل تحبه أكثر عن صديقاتها، أو أن تتزوج الصديقات وتنفك « الشلة» وتغدو أحاديث « الهياتة» ضربا من الماضي الذي لا يود أحد تذكره.