غداً أول أيام عيد الأضحى المبارك، وكل عام والجميع بألف خير، وأظن أن كل الأسر من مواطنين ومقيمين على أرض الإمارات قد استعدت وأكملت العدة لاستقبال فرحة العيد وبهجة العيد، وأنهت الفتيات والسيدات بشكل خاص قضاء احتياجاتهن - وما أكثرها - سواء من محل الخياطة مروراً الى الاكسسوارات والذهب والأحذية والشنط، ختاماً بالصالونات التي تحتاج الى رجال أمن لتنظيم حركة السير حولها مما ستشهده الصالونات من تكدس لدرجة أن أغلب الفتيات سيقضين يوم عرفة بالصالونات، وكل ذلك ليس مهماً فيما أود طرحه اليوم، فمشهد الساعات الأخيرة والزحام المتوقع الذي ستشهده أسواقنا ومحلاتنا وشوارعنا ومطاعمنا وكل شيء في البلد مشهد اعتدنا عليه قبل كل مناسبة أو عيد، إن ما أود الحديث عنه اليوم هو الإجراءات الجميلة والشروط الطويلة والنصائح العديدة، وحتى إعلان الخروف الجميل الذي أعلنه وأذاعه جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وأظنها هي نفس الشروط والالتزامات والتهديدات التي فرضتها بلديات الدولة والجهات المسؤولة عن حماية الأمن الغذائي للمستهلك على أرض الإمارات الطيبة. نحن جميعاً نتفق مع نصائح وإرشادات الجهات الحكومية المعنية بتنظيم ذبح الأضاحي بأهمية الذبح في الأماكن المخصصة والنظيفة وذات الاشتراطات الصحية العالية، وندرك جدوى وفحوى وجود طبيب بيطري للفحص على الذبيحة والخروف قبل وبعد سفك دمه، ونتفق معهم في أن نظافة الذبيحة في غاية الأهمية للحفاظ على سلامتنا وسلامة الآخرين وتقديم وجبة صحية ولحم شهي، وأن ما يقوم به البعض من حلاقين ونجارين وبناءين وبعض من لا مهنة له، مَنْ حمل سكينا وساطورا غير معقم ولا صحي، عكس ما هو موجود في المسالخ الحكومية، وندرك جهل هؤلاء بأبجديات الذبح الصحي، وحتى الذبح الإسلامي، وأنهم يسترزقون في هذا اليوم من مهنة هي ليست مهنتهم ولا عرفوها ولا اشتموا رائحتها، ولكن حب المال والاستغلال قادهم لحمل العدة والتجول في الأحياء لكف المواطن والمقيم مشقة الذهاب الى المسلخ، وما أدراك ما أن تذهب الى المسلخ أيام عيد الأضحى. إذ يتحول الى أشبه بساحة مهرجان يختلط فيها الحابل بالنابل، ويختلط فيه “التيس” بالخروف، فلا منطق ولا عقل يقبل أن ينتظر المضحي ثلاث الى أربع ساعات ليصل الدور الى ذبيحته المصون ويصدر قرار المذبح بقطع رأسها.
إن هذا العناء والمشقة التي يجدها المضحي هي أحد الأسباب الرئيسية التي تقوده لممارسات تسعى الجهات المعنية لمنعها وهي الذبح بالمنازل، ولكن لا بأس من التخلي عنها إذا ما وجد المضحي وسائل الراحة والسهولة في هذا البديل والذي هو فعلياً لا يحفز المضحي على حمل أضحيته للمسلخ، وهنا أقترح على الجهات المعنية أن تتبنى مشروع المسالخ الجوالة، بأن تخصص أشخاصا مؤهلين يرافقونهم أطباء بالتجول في الأحياء السكنية بعربة مجهزة تؤمن الذبح المتوافق والشروط التي تسعى إليها الجهات المعنية.


m.eisa@alittihad.ae