ونحن نعيش نفحات أيام ذي الحجة، نتجرد من زخرف الحياة ونغتسل من أدرانها، لتصفو نفوسنا، من كل ما يلطخها من غلّ وحسد وضغائن واختلاف وشقاق، وتهفو أرواحنا سابحة في فضاء حب الله، وحب العباد في الله، في طقوس الحب والمساواة والصفاء والنقاء، وقلوب بني البشر كالثلوج النقية البيضاء، الهاطلة من السماء، تتوحد صوتاً وجسداً وروحاً، لاهجةً بخالص الدعاء، ملبية نداء ربها: لبيك، لا شريك لك لبيك.. في أروع صورة، لملائكة الأرض من العباد، تحفهم وترعاهم وتشهد لهم، وتبشرهم بالغفران، ملائكة السماء، فرحة بهم، فهنيئاً، لمن قصد بيت الله الحرام، وحجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً، رحلة العمر الكبرى والأحلى والأزهى، والأنقى، ما أجمل أن نحج بأرواحنا وأجسادنا، ولمن لم يكتب له الحج، حجّوا بأرواحكم وقلوبكم وما على الله ببعيد أن تكونوا حججتم دون تغادروا بيوتكم، بنيتكم، وأعمالكم الحسنة.. الحج لغة القصد، وكل قَصْد حجٌّ. قال: وأشهَدَُ مِن عَوْفٍ حُلولا كثيرة يَحُجُّون سِبّ الزِّبرِقانِ المزَعْفَرا ثم اختُصَّ بهذا الاسمِ القصدُ إلى البيت الحرام للنُّسُْك. والحَجِيج: الحاجّ. قال: ذكرتُكِ والحجيجُ لهم ضجيجٌ بمكّةَ والقلوبُ لها وجيب ويقال لهم الحُِجُّ أيضاً. قال: وفي أمثالهم: «لَجَّ فَحَجَّ». ومن أمثالهم: «الحاجَّ أسْمَعْتَ»، وذلك إذا أفشَى السرّ. أي إنَّك إذا أسْمَعْت الحُجّاج فقد أسمعتَ الخلق. ومن الباب المحَجَّة، وهي جَادَّة الطريق. قال: ألا بَلِّغا عَنِّي حُرَيثاً رِسالةً فإنك عن قَصد المَحَجَّة أنكَبُ وممكن أن يكون الحُجَّة مشتقّةً من هذا؛ لأنها تُقْصَد، أو بها يُقْصَد الحقُّ المطلوب. يقال حاججت فلاناً فحجَجْته أي غلبتُه بالحجّة، وذلك الظّفرُ يكون عند الخصومة، والجمع حُجَج. والمصدر الحِجَاج. ومن الباب حَجَجْت الشَّجَّة، وذلك إذا سَبَرْتَها بالمِيل، لأنك قصدت معرفةَ قَدْرِها. قال: ويقال بل هو أن يصبّ على دَم الشَّجَّة السَّمن، فيظهرَ فيُؤخَذَ بقُطْنةٍ. قال أبو ذؤيب: وصُبَّ عليها المِسْكُ حتى كأنَّها أسِيٌّ على أمِّ الدِّماغ حَجيجُ والأصل الآخر: الحِجَّة وهي السّنَة. وقد يمكن أن يُجمع هذا إلى الأصل الأوّل؛ لأن الحجّ في السنة لا يكون إلا مرَّةً واحدة، فكأنَّ العام سُمِّي بما فيه من الحَجّ حِجّة. بدوي الجبل: بنورٍ على أمِّ القـــرى و بطيــــــبٍ غسلت فؤادي من أســى و لهيـبِ لثمت الثّرى سبعاً و كحّلت مقلتي بحسن كأســـرار الســماء مهيــبِ و أمسكت قلبي لا يطير إلى (منى) بأعبائــه مـــن لهفــــــة ووجيــبِ هنا الكعبة الزّهراء والوحي والشذا هنا النور فافني في هـــــواه وذوبي وفي الكعبة الزهراء زيّنـت لوعتــي و عطّر أبـــواب الســماء نحــــيبي ولو أنّ عنــدي للشــــّباب بقيّــة خففت إليها فـــوق ظهـــر نجيب أرى بخيال السّـحب خطــو محمد على مخصب من بيدهـــا وجديبِ ويارب: صن بالحبّ قومـي مؤلفــاً شــتات قلوب لا شــــتات دروب وقفـت ببــــــاب اللــه ثمّ ببابــه وقـــوف ملــــحّ بالســـؤال دؤوبِ و يا رب عنــد القــبر قـبر محمــد دعاء قريــح المقلتــــين ســـليب ترفّق بقومي واحمـهم مــن ملمّــة لقد نشبـــت أو آذنــت بنشـــوبِ جلوت على وادي العــقيق فريدتي ففـاز حســـيب منهمـا بحســـيب