يوم جميل قضيت جلّه أمس وسط ضجيج هدير محركات السيارات الصغيرة، التي كانت تسابق ظلها، وهي تمرّ أمامنا كالبرق على حلبة مرسى ياس في التجارب الرسمية لسباق جائزة طيران الاتحاد الكبرى لبطولة العالم لسباقات الفومولا1، والتي خطف الألماني فيتيل الأضواء، ليكون اليوم أول المنطلقين، وكأن حلبة مرسى ياس فأل حسن على الفتى الألماني الصغير الذي فاز العام الماضي بسباق جولة أبوظبي، وينتظر اليوم مفاجأة تجعله أصغر سائق يفوز ببطولة العالم على مدار تاريخها، وذلك إذا ما تفوق على الإسباني متصدر ترتيب بطولة العالم فرناندو الونسو قائد فيراري.
ولن أزيد في تفاصيل البطولة وحظوظ المتسابقين للتنافس على اللقب وسأتركها للإخوة في القسم الرياضي، ولكن ما أريد الحديث عنه هو تلك الأجواء الرائعة التي يمكن أن يعيشها الشخص بتحفة حلبات العالم، حلبة مرسى ياس التي كنت قد قررت أن أقضي فيها ساعتين، ولكن دون أن أشعر امتدت هاتان الساعتان معي لأكثر من خمس ساعات، ولم أستطع مغادرة الحلبة إلا بعد انتهاء السباق، فكم هو جميل أن ترى هذا الحشد العالمي وهو يجتمع على أرض بلدك، وتنقل كاميرات التلفزة العالمية بطولة من أرض دولتك، ويتابع أكثر سبعمائة وخمسين مليون مشاهد حول الكرة الأرضية حدثاً يقام في بلدك، وهو مكسب دعائي كبير، ويجب استثماره بصورة إيجابية، ومن خلال الرسائل التي يجب أن يؤديها المنظمون والمشاركون في تنظيم الحدث، وكم كنت سعيداً كلما استقبلتني ابتسامة أحد أبنائنا العاملين في مختلف لجان وأروقة البطولة، وحرصه على مد يد العون والمساعدة لكل متفرج، وما أحلى الانطباع الذي سيعود به الزائر لبلده عن شبابنا ودولتنا، وهو ما يدعم التنظيم المثالي للبطولة، الذي يعززه الدعم والمتابعة الحثيثة للبطولة من المسؤولين بالدولة، وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يتابع كل صغيرة وكبيرة بأروقة البطولة واستعدادات الفرق، وبقدر حرص القيادة على توفير عوامل النجاح تعمل الجهات المساندة والمنظمة على بذل كل ما بوسعها لإكمال مسلسل النجاحات من كل الجوانب، وهو ما أثبتته اللجنة المنظمة للبطولة من حسن التنظيم ودقته، لمستها أمس، وأكدت أنها استفادت كثيراً من سباق العام الماضي الذي استضفناه للمرة الأولى، فوضعت مختلف اللجان العاملة بالبطولة أياديها على بعض سلبيات الموسم الماضي، وتقدم اليوم بطولة مثالية بكل المقاييس، لتكتمل النجاحات والإنجازات التي تقام على أرض الإمارات، وإذا كانت مسؤولية المنظمين كبيرة فإن مهمة رجال الأمن والشرطة ليست بالسهلة في تنظيم حركة المرور، وكل ما نتمناه أن ينجح رجال الشرطة في إيجاد الحلول المرورية المثالية لتأمين انسيابية الحركة المرورية بمختلف المناطق التي تقام فيها الفعاليات وليس في جزيرة ياس فقط.


m.eisa@alittihad.ae